الكتلة الديمقراطية ؛ حلف الأخلاق..!!
من كان يتوقع أن الكتلة الديمقراطية ستصمد أمام كل هذه الإغراءات وكل هذه الضغوطات ؟ من كان يتوقع أن جبريل ومناوي سيحصدون كل هذا الرصيد الأخلاقي ويقفون هذا الموقف النبيل في وجه ما يسمى بالمجتمع الدولي ويواجهون الآلة الإعلامية اليسارية بكل هذه الشراسة..!!
من كان يتوقع أن جبريل ومناوي وبعد أن ضمنوا لهم مواقعهم وانصبتهم في الثروة والسلطة يرفضون اللحاق بهذا التآمر، ويقفون في وجه الآلة الاقليمية والدولية بكل ثقلها ويرفضون الانصياع لأوامر الأجنبي في وقت كثر فيه الضعف والهوان حتى من قادة الجيش..!!
من كان يتوقع أن تكون حركة العدل والمساواة وهي من اقتحمت الخرطوم وحاربت الجيش ما يقارب العشرين عاماً، من كان يتوقع أنها ستكون الأقرب إليه والأبعد عن كتلة نداء السودان إحدى المكونات الرئيسية لتحالف الحرية والتغيير منصة التأسيس ؟!!
من كان يتوقع أن الحركات التي تمولت من الخارج لإقامة حربها على النظام السابق أن تقف في وجه هذا الخارج وتعلن عن إنها حركات وطنية قاتلت من أجل المطالبة بحقوق مواطنيها ولم تفعل ذلك ولاء للأجنبي .!!
كان نشطاء قحت يقولون أن جبريل ومناوي سيوقعون، فقد كان هؤلاء الصبية يعتقدون أن هذه السفارات وكما تأمرهم وتنهاهم تستطيع أن تأمر وتنهى غيرهم، كان هؤلاء يعتقدون أن إمرة السفارات قائمة على كل الناس وإنه لا أحد يجرؤ على رفض طلباتها فقد ظن هؤلاء أن الخيانة شرف وأن التقرب من الأجنبي مجد يستحق التفاخر به حتى قال متحدثهم متباهيا (نحن حنباري السفارات دي سفارة سفارة) قالها وهو يتمطى ..!!
صفوة القول
رفض جبريل ومناوي سياسة الجزرة والعصا، رفضوا الإغراءات ولم ينكسروا للتهديدات ؛ فهم بذلك يؤسسون لحلف أخلاقي قائم على الوفاء واحترام العهود، فقد عاهدوا كل مكونات الكتلة الديمقراطية على التماسك وعدم الخيانة، وهم بذلك قد حسنوا صورة هذه البلاد بعد أن أظلمت بسبب الميوعة والاضطراب في المواقف السياسية ، بعد أن علم كل اهل الأرض أن في السودان ساسة رخيصوا الثمن ؛ متذبذبي المواقف، فلولا مواقف الكتلة الديمقراطية هذه لكان ذلك معمما على كل اهل السودان فيحمد لها أنها سمحت بدخول أداة الاستثناء، وبنت نفسها كحلف أخلاقي قائم على مبادئ الوفاء والوطنية ورجالة السودانيون، والله المستعان.
بابكر يحيى