رأي ومقالات

ورطة محامي الشيطان


▪️ لم يكتفِ الانقلابيون المتمردون بما يقومون به من عمليات نهب وسرقات وإجرام، وأكملوا عملهم بإطلاق نزلاء سجن الهدى، و( من بينهم ) عدد كبير من معتادي الإجرام، فيما يمكن عده واحدة من أظهر صور احترام الزمالة !

▪️ قال قائد الانقلابيين المتمردين في أول ظهور له إنه يدافع عن نفسه ولم يبدأ الهجوم، وعندما سئل عن سبب احتلاله لمطار مروي – وهو الاحتلال الذي سبق الحرب بأيام – أجاب : حتى لا يقصفونا بالطيران !! ولم يسأله المذيع : ولماذا افترضت أصلاً أن هناك حرب قادمة لا بد من استباقها بأعمال ( حربية ) تمهيدية باحتلال المطارات ؟!

▪️فشلت قوات الانقلاب في الحصول على أي شكل من أشكال التلاحهم الشعبي معها، فعندما تتواجد في أي منطقة يكون الهم الأكبر للمتواجدين فيه هو النجاة من بطشها، ولم يحاول جناحها السياسي تقديم خدمة التلاحم الشعبي على الأرض وبعيداً عن الأسافير وشاشات الفضائيات !

▪️ليس تأييد الانقلابيين المتمردين وحده هو الشيء القبيح الذي تتجنب أحزاب “العملية السياسية” إعلانه بصراحة تامة، كل مواقفهم بخصوص السيادة والدين والمبادئ والثوابت والعادات والتقاليد .. إلخ تحمل ذات القبح الذي يحتاج إلى التقية بتدرجاتها وأشكالها المختلفة .
▪️في الوقت الذي تقوم فيه قواته بكل ما يسيء لصورته أمام المواطنين، طلب قائد الانقلابيين المتمردين من ( إخواننا في أوروبا ) – حسب تعبيره – النظر إليه كحارس للتحول الديمقراطي … الجناخ العسكري للانقلاب، تماماً كالجناح السياسي، تهمه صورته أمام الأوروبيين أكثر من صورته أمام الشعب السوداني !

▪️ أليس غريباً أن الذين تعلو أصواتهم الآن بضرورة وقف الحرب لتجنب “إفرازاتها” السلبية هم أكثر الناس صمتاً عن إفرازاتها/مآسيها، خاصةً تلك التي تحدث عمداً وبطريقة ممنهجة ؟!
▪️ من سوء حظ أنصار القوة المتمردة من أحزاب “العملية السياسية” أنهم إذا أرادوا إسناد موقفهم الداعي إلى عدم حسم الإنقلابيين، وإلى التفاوض معهم بقائمة من إنتهاكات الحرب، فإن الصدق يلزمهم بأن يعددوا فعائل هذه القوة الانقلابية تجاه المواطنين !

▪️ لأنهم لا يرغبون في الحديث عن الانتهاكات، ولا في الحديث عن الدور المباشر للانقلابيين المتمردين في تصعيب حياة المواطنين باتخاذهم دروعاً بشرية، وبتخريب منشآت المياه، والكهرباء وغيرها، فإنهم قد أصبحوا أكثر الناس صمتاً عن انتهاكات الحرب وآثارها السلبية، وفي ذات الوقت أكثر الناس تذرعاً بها للمطالبة بالوقف الفوري للتصدي للانقلابيين !

▪️ كان تطبيعهم مع الحرب واستسهالهم لها كبيرين إلى درجة تهديد خصومهم السياسيين باتخاذ قرارها والمبادرة بشنها، وأصبحوا الآن يقدمون أنفسهم كأكثر الناس حرصاً على السلم، ورفضاً للحرب !

▪️ هل أصدرت ما تسمى بلجنة الأطباء بيانات بخصوص احتلال الانقلابيين المتمردين للمستشفيات، وتمييزهم ضد المرضى، وإعطاء الأولوية لمصابيها، واختطاف الأطباء .. إلى آخر قائمة الجرائم ذات الصلة بالمجال الطبي والتي يمكن أن تدعم أحاديثها عن انهيار القطاع الصحي ؟!
إبراهيم عثمان