ياسر أبّشر يكتب: المشي على العقول بحذاءٍ قذر
لكثرة ما تحدث القرآن عن العقول، وأمر الإنسان أن يعقل ويفكر بها، كتب المفكر عباس محمود العباس كتاباً كاملاً حول الأمر، وجعل عنوانه:
“التفكير فريضة إسلامية”!!!
ورغم ذلك تجد بعض الناس لا يكتفون بعدم استخدام عقولهم، بل أنهم لا يحترمونها، لدرجة أنهم يسمحون لآخرين بالمشي بأحذيتهم القذرة على عقولهم!!! وذلك بتَقَبُّل كل ما يقولونه لهم ولو كان مجافياً المنطق السليم والمعلومات الراجحة.
ومن ذلك تَقَبَلُهم لأكذوبة أن الكيزان هم وراء حرب متمردي حميدتي ضد الجيش.
– أورد فريق الأمم المتحدة الخاص بالسودان وجنوب السودان في تقريره رقم S362020، بشأن المفاوضات التي جرت في جوبا بين متمردي حركات دارفور وحميدتي (كممثل للجانب الحكومي) في أغسطس 2020 أن حميدتي عرض على حركات دارفور أن يتحالفوا معه لحكم السودان وإقصاء (الجلابة).. أكرر (الجلابة)؛ لأن التقرير أوردها هكذا.. وأرجو أن نتذكر تاريخ تلك المفاضات.
– بالأمس 9 مايو 2023 غرد باتريك هينستش:
During Abyei negotiations (Apri 6-13),
Hamedti informed South Sudan
presidential advisor Gatluak that he would
start a war against I
army on April 15. On
April 9, Gatluak warned his relatives in
Khartoum that there would be war next
Saturday. His family left #Sudan
immediately
“خلال مفاوضات أبيي (6 أبريل-13 أبريل الماضي) أخبر حميدتي توت قلواك مستشار رئيس جنوب السودان سلفا كير أنه سيبدأ الحرب ضد الجيش السوداني يوم 15 أبريل.
حذر المستشار أقاربه أن الحرب ستبدأ يوم السبت (15 أبريل ) . بادر أقاربه بمغادرة السودان فوراً.
وأضاف في تغريدة لاحقة أن شخصين أكدا له هذه المعلومة.
– قبل 6 شهور ألمح والي شرق دارفور عيسى عليو في خطاب موجّه لأهل شرق دارفور إلى أن أهل الخرطوم سيلجأون إليهم، وأنهم يجب أن يتهيأوا لهذا الحدث!!!
ورفع السودانيون حواجب الدهشة!!
– منذ أكثر من عام ظل موقع “سري للغاية نيوز” يورد تقارير عن استعداد حميدتي لشنِّ حرب على الجيش، ولم نأخذ تلك التقارير الخطيرة مأخذ الجد.
– خلال السنوات الماضية كان ملاحظاً مواصلة الدعم السريع تجنيد الألوف حتى بلغ عدد جنوده في أوائل هذا العام 105 ألف جندي، من داخل السودان وأكثرهم من تشاد وغربها، في حين كانوا 25 ألف يوم سقوط البشير.
كما لُوحِظ تزوّد الدعم السريع بمدرعات وصواريخ حرارية مضادة للدروع.
كما لُحِظ إمداد الإمارات لهم بجهاز تجسس حديث جداً (بيغاسوس Pegasus) صنع إسرائيلي.
وكذلك انتداب أو إعادة تعيين بعض الضباط الذين أعفاهم البرهان حتى بلغ عددهم 480 ضابطاً.
– استقدم حميدتي ڤاقنر الروسية لتدريب جيشه وتجهيزهم منذ مدة (ليوم كريهةٍ وسداد ثغرِ).
– مَوّل حميدتي ورشة تسييرية المحامين التي تَبَنّت دستوراً أعدته مؤسسة قانونية من جنوب أفريقيا، ثم أعلن أنه يقبله (مضيفاً أنه لم يقرأه).
ولما خرجت الوثيقة الإطارية أعلن حميدتي أنه يدعمها وأنه “سيحميها ويفرضها”!!!
– واتضح التباين بين حميدتي والجيش في ما سُمّي ورشة إصلاح الجيش والأجهزة الأمنية، حين قدم ورقة مغايرة لورقة الجيش وطالب بأن تتم عملية الدمج خلال عشر سنوات، بينما طالب الجيش بمدة أقصاها سنتين.
– ظل حميدتي يحشد ألوفاً من جنوده، واستقدمهم للخرطوم من خارجها.
– شَوّن قواته بكل الاستعدادات والمؤن والمهمات القتالية، بما في ذلك أطعمة جاهزة اشترتها له الإمارات، تتناولها الجيوش الغربية أثناء الحروب.. تكفي الوجبة الجندي ليظل شَبِعَاً ليوم كامل.
– بالمال الأماراتي اشترى حميدتي ووزع الملايين على الألوف في كافة مناحي الحياة، ووزع حوالى 1200 سيارة بوكس على شيوخ ، ونظار قبائل.
– في حالات كان الدعم السريع يطلب من المواطنيين التصويت لحميدتي في انتخابات الرئاسة المقبلة مقابل بناء مرفق خدمي (طلب ذلك من أهل طيبة الحسناب مقابل بناء مستوصف طبي كبير).
– الأخطر أن حميدتي اشترى ولاء عدد كبير من قياديي وكبار نشطاء أحزاب قحت.. والدليل أنهم انقلبوا من شتيمته لحلفائه.. ولما تعثرت عمليتهم السياسية طفقوا يهددون بالحرب.. والحال أنهم مدنيون، فلم يجدوا غير حميدتي ظهيراً عسكرياً جاهزاً لشن الحرب التي تَوَعّدونا بها.
– سافر حميدتي للأمارات وبقي بها ثمانية أيام (نائب رئيس يبقى في البلد المضيف مدة كهذه!!!)، ثم زاره طحنون بن زايد في الخرطوم للاطمئنان على الترتيبات الأخيرة للخطة.
– رفض حميدتي كل الوساطات لنـزع فتيل الأزمة بينه والجيش.. وآخرها وساطة الوفد الذي قاده عبد الله مسار، بل إنه واصل سبه للبرهان في تلك الجلسة.
– في يوم 10 أبريل التقى حميدتي الصادق، نجل حفتر، لوضع اللمسات الأخيرة لتنسيق عملية الدعم التي خططت الأمارات أن ترسلها عبر الحدود.. وكان الغطاء للزيارة أنه جاء ليكون الرئيس الفخري لنادي المريخ.
– في التاسعة و15 دقيقة صباح يوم السبت 15 أبريل 2023 هاجمت قوة مسلحة من الدعم السريع فيها مدرعات وسيارات جيب مصفحة وسيارات دفع رباعي مدججة بالسلاح منزل البرهان وقيادة الجيش.
منذ أبريل 2019 وحميدتي في هلع أن الإسلاميين لن يسامحونه؛ لأنه خانهم.
ومنذ ذلك الوقت انعدمت ثقة الكيزان في حميدتي.
وقبل سقوط الإنقاذ ارتمى حميدتي في أحضان الإمارات وأصبح جاسوسها وأداتها الأهم.
والأمارات تعتبر الإسلاميين عدوها الأول.. فجنّدت قحت – المركزي، بكل قياداتها، للقضاء على الإسلاميين.
وتضرر الكيزان من البرهان سجناً وتشريداً ومصادرات، فكيف تمكنوا من السيطرة عليه لدرجة جعله يشن حرباً، كما يردد حميدتي والقحاتة؟!
وأنّى تأتّت لهم كل تلك الإمكانات والقدرات ومليارات الموارد المالية؟؟
أم أن ماليزيا أعادت لكرتي الـ 64 مليار دولار، التي زعم محمد عصمت الكذاب أن الكيزان هربوها لها!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
إذن كيف يمكن أن نقبل عقلاً أن الكيزان وراء هذه الحرب؟؟!!!
ولازال الذين لا يحترمون عقولهم يرددون فرية حميدتي وشقيقه ، وقحت أن الكيزان هم من خطط وشن الحرب!!
فيا أيها الملأ اليساريون من قوم قحت أما كفتكم أربع سنين من الكذب والتلفيق والتضليل ؟؟ أما كفاكم تدمير بلدنا ؟؟
يفعلون كل هذا ليفتّوا في عضد جيشنا.
اللهم انصر جيشنا..
اللهم أعِذْنَا من أولاد زايد ودمرهم، ودمر عملاءهم.
لقد منَحَنا اللهُ عقولاً..
وأمَرنا أن نفكّر بها..
وأن لا نسمح لمن يريد تلويثها بالأضاليل والأباطيل؛ لنُبقيها نقية حتى لا نُخدع.
لذا لن نسمح لأحد أن يمشي عليها بأحذيته القذرة.
ياسر أبّشر