نزار العقيلي: (اجهزة وثورات)
المرة دي لازم تكون قهوتك تقيلة .. نص كباية بن تقيل بدون سكر و دواء و تعال اقراء .. غير كده ما ينفع تقراء .
قبل سنتين قلت ليكم انو السودان ده واقع في نص كماشة إستخباراتية قوية و ذكرت ليكم بالحرف الواحد لو بتتذكروا انو جمهورية مصر العربية رئيسها الحالي ضابط إستخبارات و إنو الجارة ليبيا متحكم فيها ضابط إستخبارات اسمو حفتر و إنو الجارة تشاد رئيسها الآن ضابط جيش تدرب على يد اكبر اجهزة الاستخبارات في العالم و انو جنوب السودان بيقودها الرئيس سلفاكير وهو في الأصل ضابط إستخبارات و إنو الجارة أثيوبيا بيقودها الرئيس أبي احمد و هو في الأصل ضابط إستخبارات و إنو الجارة ارتريا بيقودها الرئيس افورقي الدربته اجهزة مخابرات عالمية .. فهل يا مؤمن ينفع انو السودان الواقع في كماشة استخباراتية يحكمه رئيس مدني بصورة غير شرعية في فترة إنتقالية ؟؟ لا و كمان كانوا عايزين الرئيس المدني و الغير شرعي ده يكون تحت إمرته مباشرة قوات المليشيا المرتزقة .
اقسم بالله إحنا كنا ماشين على محرقة كبيرة و إنهيار كااااامل للدولة السودانية لانو السودان ما كان فيهو جهاز امن حقيقي .. المفاصلة بتاعت الإسلاميين ما قسمت الإسلاميين و خلاص .. انقسم فيها جهاز المخابرات ذات نفسه و دي كانت الكارثة العظمى البندفع في تمنها حاليا” .
من المعلوم للجميع انو جهاز أمن الدولة في عهد الرئيس نميري كان من اقوى أجهزة المخابرات في افريقيا و الوطن العربي .. و عشان تصبح دولة قوية لازم يكون عندك جهاز امن قوي .. دي حاجة ما عايزة نقاش .. السودان بداء ينهار لامن الاحزاب السياسية السودانية بعد ثورة أبريل ١٩٨٥ حلت جهاز امن الدولة .. كانت كااارثة و كان قرار مفاجئ و نتيجته انو تم إستباحة مكاتبه من قبل الأحزاب و جهات اجنبية ادى لتعرية الأمن القومي السوداني تماما و سرقة المعلومات و الملفات الاستخباراتية البيعود تاريخها لسنة ١٩٠٨ و فيها معلومات ما بيعرفها الا الرئيس نميري و ايامها تم كشف عملاء و جواسيس الجهاز في كل العالم من ضمنهم قصة الستة قناصل اثيوبيين كانوا عملاء لصالح السودان في دول اجنبية .. فهل الزول الاصدر قرار حل الجهاز بصورة مفاجئة و إرتجالية بدون التدرج و إتباع النظم او الأسس البيتم من خلالها حل المؤسسات الحساسة ح يكون زول برئي من تهمة الخيانة العظمى ؟
معظم اجهزة المخابرات الدولية التي تعتبر من اقوى الاجهزة حول العالم بنلقاها نشأت عقب نجاح الثورات الكبيرة او بعد الحروب و المعارك الطاحنة .. يعني عندنا مثلا” الإستخبارات الفرنسية نشأت بعد الاطاحة بنابليون في ١٨١٥ و بعد الحرب العالمية التانية اصبحت من اقوى اجهزة العالم و عندنا المخابرات الهندية البيسموها جناح البحث و التحليل نشأت بعد الحرب بين الهند و باكستان في ١٩٦٨ و عندنا كمان الاستخبارات الروسية المعروفة بالكي جي بي نشأت بعد الثورة البلشوفية في ١٩١٧ و لاحقا سموها الاف إس بي او خدمة الأمن الفيدرالي و اصبحت من اقوى الاجهزة في العالم و يعتبر او جهاز يقدر يخترق وكالة الاستخبارات الامريكية و دي برضو نشأت بعد الحرب العالمية التانية ١٩٤٨ و اصبحت من اقوى الاجهزة المخابرات في العالم مش عشان ميزانيتها البالغة اكتر من ٩٠ مليار دولار .. ابدا .. عشان الوكالة دي ذات نفسها بتنقسم على ١٨ وكالة إستخباراتية من ضمنها تسعة وكالات طبيعتها عسكرية و سبعة وكالات طبيعتها مدنية و بتشرف على كل الوزارات السيادية و وكالتين مستقلات تماما تحت إمرة الرئيس الامريكي و بعد ده كلو عندنا ناس ( زنطور ) بيقولو ليك السودان دولة بوليسية .. ياخ المخابرات الباكستانية الاتصنفت قبل سنوات في المركز الأول و اصبحت الجهاز رقم واحد في العالم لانو بتعتبر جهاز مستقل تماما” .. دولة داخل دولة .. ما بتتبع لاي مؤسسة داخل الدولة او بتأتمر بأمر الرئيس عشان كده استطاعت انو تساهم في تفكيك اعظم امبراطورية و هي الاتحاد السوفيتي و استطاعت انو تمتلك القنبلة النووية .
كذلك اجهزتنا العربية بنلقى في مقدمتها جهاز المخابرات الجزائري و الذي تم إنشاءه بعد ثورة التحرير الجزائيرية و عندنا جهاز المخابرات العامة المصرية برضو نشاء بعد ثورة الضباط الأحرار مباشرة و اصبح من أقوى الاجهزة في العالم .
ياااخ السودان ده بدون جهاز امن قوي معناها لازم نقنع منو تماما .. إحنا محتاجين لجهاز امن يشتغل بنظرية الأمن الإستباقي .. يجمع المعلومات و يحللها و يشوفو الناس بتفكر كيف و يتوقعوا ردود افعالهم و يحمي السودان من جوة و بره .. كل البحصل لينا حاليا ناتج بسبب صراعاتنا السياسية الكانت بتنتهي في كل مرة بي ثورات تدمر البنية المعلوماتية للدولة و تفكك اجهزتها و مؤسساتها الأمنية بدون ما تستفيد من ادواتهم و معلوماتهم .. هسه جهاز استخبارات المليشيا نجح في انو يسبق جهاز استخبارات الجيش لسبب بسيط جدا” و هو انو جهاز استخبارات الجيش البِنية بتاعته قومية و شاملة فيها كل ابناء السودان لكن جهاز المليشيا بِنيته مبنية على قبيلة و خشم بيت واحد .
عن نفسي متفائل جدا” بانو السودان بعد نهاية الحرب ح يكون عنده جهاز امن عظيم و قوي جدا” لانه من ايجابيات الحروب انو بتعمل فلترة و تصنيف دقيق جدا” و بتوفر قاعدة معلومات هائلة جدا” و بتكشف مكامن الخلل و الضعف بصورة واضحة جدا” .. ابشركم والله بمجرد انتهاء الحرب ح نكون مقبلين على سودان جديد تماما” بيختلف تماما عن السودان القديم .. كلنا شفنا حجم المؤامرة الدولية و الإقليمية و الداخلية و كلنا شفنا المرتزقة الاجانب كيف استباحوا بلدنا و انتهكوا حرماتنا .. هل يعقل اننا نشوف اكبر قادة المعارضة التشادية بالصوت و الصورة داخل الخرطوم و نستمع لواحد زنطور بقول لينا دي حرب بين الكيزان لانو في كوادر منهم شاركوا القتال مع الجيش و استشهدوا .. هل يعقل ؟ ياااااخ احنا السودانيين لو عندنا جارنا في الحلة حرامي و قليل ادب و سفيه و حلتنا اتعرضت لهجوم من مسلحين خارج المنطقة هل ح نرفض انو جارنا ده يقيف و يدافع معانا ضد الغريب و لصالح الحلة ؟؟ و لو استشهد كمان و هو بيدافع عننا هل ح نقول كان حرامي و قليل ادب ؟ ولا ح نترحم عليهو و نحتفى بشجاعته ؟
السوداني الاصيل ما عليهو إلا انو يترك اي خلاف سياسي جانبا” و يقلع اي توب سياسي و يرتدي توب القتال و شرف الدولة و بعد المعركة تتحسم ح يكون حيريبنا في محله .. بكرة لو ربنا أحيانا لازم نغبر كرعينا في جمعة الغضب في كل شبر في السودان و أي إمام جامع ما يساهم بالكلمة الوطنية الحقيقية مفترض تكونوا عارفين انتو ح تتصرفوا معاهو كيف .
نزار العقيلي
#ألتراس_الجيش_السوداني