نتمنى أن نرى الدعامة قد عادوا لرشدهم وتخلوا عن هذه الحرب ضد الجيش والشعب السوداني
بعد ظهور نوايا كينيا وإثيوبيا العدائية تجاه السودان وكلامهم عن نشر قوات في الخرطوم ونزع السلاح مع عدم الاعتراف لا بالجيش ولا بالدعم السريع ولا بالحكومة السودانية واعترافهم بقحت كآخر سلطة شرعية، فكرت بأنه ربما يكون هناك أمل في الدعامة بأن يرفضوا التدخلات الأجنبية على عكس القحاتة. وفي الحقيقة فقد سمعت منذ أسابيع أن بعض قادة الدعم السريع من الضباط حاولوا التواصل مع الجيش لحل المشكلة داخلياً بين الجيش والدعم السريع لأنهم يعتقدون أن التدخلات الخارجية تتآمر ضد الجميع وضد البلد.
شاهدت لايف لعبدالمنعم الربيع الذي ظل يعمل كبوق إعلامي للمليشيا بعد أن كان وطنياً إسلامياً قومياً؛ الربيع رافض للتدخل الأجنبي وهاجم القحاتة ،حلفاء حميدتي، ووصفهم بالعمالة. يبدو أن بقايا الكوز الوطني داخل الربيع بدأت تتحرك بعد أن لاح شبح التدخل الخارجي العسكري بواسطة قوى تفضل القحاتة على الدعم السريع. وذلك على الرغم من أن التدخل يصب ظاهرياً في مصلحة المليشيا التي يساندها الكوز السابق الربيع وكيزان آخرين. وربما هذا تأكيد لحدسي بأن الدعامة فيهم بقايا حس وطني يرفض الاحتلال الخارجي، عكس القحاتة الميئوس منهم تماماً.
نحن نتمنى أن نرى الدعامة قد عادوا لرشدهم وتخلوا عن هذه الحرب الخاسرة ضد الجيش وضد الشعب السوداني، والتي تهدد كيان الدولة السودانية نفسه. إن لم يكن من باب الوطنية والأخلاق فمن باب العقلانية والمصلحة. فأعداء السودان هم أعداء للدعم السريع متى ما أظهر قادته ميولاً وطنية استقلالية وهدفهم تدمير الجيش والدعم السريع معاً وإخضاعهما لسلطة العملاء والخونة باسم المدنية والديمقراطية.
حليم عباس