قحت والظروف
تصريحات الفريق الكباشي حول ضرورة الحوار الوطني الموسع والشامل المفضي إلى حكومة مدنية ذات قاعدة عريضة تقود البلاد إلى انتخابات حرة ونزيهة، هي ذات تصريحاته التي ظل يرددها قبل وأثناء مفاوضات الإطاري، وتقابلها قحت بكثير من العدائية والرفض وسيل من السباب للرجل. الفرحة الطاغية التي انتابت قوى الحرية والتغيير بهذه التصريحات بالأمس تكشف – بجلاء – عن التحول الكبير في موقع جلوس الحرية والتغيير، وانتقالها من الجلوس إلى جانب حميدتي ، لتجد نفسها على موقد ساخن جدا ؛ تماما كما في القصة المنسوبة إلى ألبرت أينشتاين عندما نشر نظريته الشهيرة حول النسبية العامة بداية القرن العشرين، والتي تقول إن مساعدته جاءته تشكو كثرة الأسئلة ممن يلتقي بها حول ماهية النسبية، فأجابها أينشتاين: “عندما أجلس مع من أحب لمدة ساعتين، أخالها دقيقةً واحدةً فقط. ولكني عندما أجلس على موقد ساخن جداً لمدة دقيقة أخال أنها ساعتان، هذه هي النسبية”، أو لعل أحد محبي الغناء السوداني يرى أن أغنية فضل الله محمد (الحب والظروف) التي يغنيها الفنان محمد الأمين تعبر عن مآلات حال قحت في غياب حميدتي بصورة أكثر شمولا من تفسير إينشتاين لنسبيته.
زهير عبد الفتاح