باي باي قحت المركزي
حتى عام 2019 كانت قحت المركزي تسمى الدعم السريع بالجنجويد، وكان شعارها: الجنجويد ينحل. ولكنها بدلت هذه المواقف ووقعت معه الشراكة والوثيقة الدستورية أولا. فخرج الى الرأي العام قادة قحت يغسلون أموال الدعم السريع. حين تغزل فيه القيادي البعثي وجدي صالح قائلا: الدعم السريع أدى مواقف وطنية. و خالد سلك حين قال: لن تستطيع اي قوى أن تحمو الدعم السريع. وقال أيضا: لا نريد للجيش أن ينتصر على الدعم السريع. وحين طالب طه عثمان: دمج جميع الجيوش في الدعم السريع. وحين ذكر ياسر عرمان: أن الدعم السريع هو نواة للجيش السوداني الجديد.
ليت قحت ثبتت على موففها الاول من الدعم السريع
لكنها بدلت موقفها منه،
وعقدت معه تحالفا سياسيا آخر،
اسمه الاتفاق الإطاري. الذي
يضمن من خلاله الدعم السريع لها الجلوس على كراسي السلطة بدون انتخابات، تطبق برنامجها السياسي وتهندس وحدها، وتنتقم من خصومها السياسيين… الخ
بينما تضمن هي للدعم السريع: الحصانة عن الجرائم التي ارتكبها، تمكين شركاته الاقتصادية، تمدده العسكري في التجنيد والتسليح، أضعاف الجيش ومصادرة شركاته وتفكيك وحداته خاصة هيئة العمليات (تذكرون بيان مجلس الوزراء حمدوك الذي تلاه فيصل محمد صالح؟)، كما ضمنت له أن لايتم دمجه لمدة 10 سنوات
… الخ…
بعد أن تبدل موقف قحت من الدعم السريع،
لايمكن لها أن تأتي مرة أخرى لتتاجر بموقفها الأول الذي بدلته. لايمكن أن تأتي اليوم وتدعي أن موقفها من الجنجويد لا يحتمل الطعن.
أما التحالف الحالي بين قحت والدعم السريع. فهو السبب المباشر الذي ألقمها حجرا في فمها
فلم تستطع تحميل الدعم السريع المسؤولية عن كل جرائمه التي ارتكبها ضد الشعب السوداني.
لدرجة، حتى أن أمريكا أدانت الجنجويد، ولم تستطع أن تدينه قحت. (هل تذكرون بيان زعمت؟)
بل بالعكس تماما، ماتزال قحت ليل نهار تدين الجيش، وتوغل في العداء له
بل الاسوأ، ماتزال تجوب دول الجوار، لتمنع أي إدانة للدعم السريع تصدرها دول الجوار عن الجرائم. وحتى تضمن لنفسها موطئ قدم في مفاوضات سياسية، تناصر من خلالها حليفها الدعم السريع وينقذان بعضهما البعض.
قحت المركزي خذلت شعبها، وتركته يعاني أسوأ أنواع المعاناة على يد حليفها الدعم السريع،
وطفقت تجول العالم،
مما زاد من أمد الحرب ومن تمادي الدعم السريع في غيه وجرائمه، اعتمادا على مناصرة قحت المركزي له ومساندتها له.. الدعم السريع أساء الأدب لأن قحت المركزي أمنت له الإفلات من العقاب. قحت تساوى بين الجيش والجنجويد فتمنح الجنجويد الإحساس بالمشروعية، بينما هو ينفذ الجرائم على مدار كل ثانية.
من جنون قحت المركزي، أنها تدعو الشعب للحياد بين الجيش والجنجويد، بينما الدعم السريع يغتصب ويحرق ويسلب ويسرق وينهب ويختطف ويقتل ويمثل بالجثث ويحتل المنازل والمستشفيات ويمنع الكهرباء والمياه… قحت تعرف كل هذا ولا تنقصها المعلومات، ولكنها لا تستطيع مخالفة الكفيل الذي يدفع لها ويشترى مواقفها وذممها وعرضها ومصداقيتها. قحت تعلم تماما أنها فقدت شعبها حين خذلته، لذا تستميت في البحث عن رافعة غير مشروعة وان كانت عبر مليشيا مجرمة ارهابية، او عبر قوات شرق أفريقيا عن طريق الرئيس الكيني والأثيوبي.
ظل مستشار الجنجويد عضو دائم واساسي في وفد قحت المركزي الذي يتجول في العالم.
قحت المركزي تتحمل المسؤولية كاملة مع حليفها الدعم السريع عن كل الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوداني.
الشعب السوداني يعيش هذه الجرائم ويعرف من الذي خذله ووقف ضده مع المجرم، ويعرف أيضا من الذي استبسل معه في محنته و تقدم الصفوف دفاعا عن الروح والارض والعرض والمال.
قحت المركزي رمت بيضها كله في سلة الدعم السريع والعمالة والارتزاق. فخسرت كل شيء وذهبت الى مزبلة التاريخ تجرجر أذيال الاتفاق الإطاري وتتبعها جثة الدعم السريع. باي باي قحت المركزي.
بقلم د. محمد عثمان عوض الله