رأي ومقالات

بديهيات آمنة وآلام الناس

( من البديهى أن يتم إخلاء المنازل والمرافق عند توقف الحرب.. هذا الامر لا يحتاج نقاش… إيقاف الحرب أولاً. )- آمنة أحمد المكي والي نهر النيل السابق ٢ أغسطس ٢٠٢٣ ..

( إن كانت مفاوضات جدة الجارية الآن بغرض إيجاد هدنة لتوصيل المساعدات واخراج الدعم السريع من المرافق والبيوت.. فلا جدوى منها ويكون ذلك تفاوض (الزول اليدو فى الموية الباردة) ويلعب على عامل الزمن للوصول لاغراض تخصه.. ومن البديهى عند التوصل لإتفاق مُلزم سيتم إخلاء المرافق والمنازل. ) آمنة أحمد المكي ٢٣ يوليو ٢٠٢٣

ما يميز والي نهر النيل السابق آمنة المكي عن بقية زملائها في قحت المركزي أنها واضحة مباشرة في مواقفها، لا تعرف التقية، ولا تدوير الزوايا، ولا التلاعب باللغة، وما يستخلصه الناس من زملائها بالتأويل والتفكيك وبالكشف عن المناورات اللغوية تعطيك إياه جاهزاً معبراً بعفوية وصدق عن خلاصة مواقف حزبها وحلفائه .

▪️ في منشوراتها على صفحتها بالفيسبوك عن الحرب، والتي بدأتها بعد أكثر من شهر من بداية التمرد، وتحديداً في ٢١ مايو، أراحت نفسها من قاموس ( زعمت ) و( قوة مسلحة ) و( أحد طرفي النزاع ) و( ترتدي زي .. ) ولم توجه أي إدانة للمتمردين، واكتفت بإدانة “الحرب” والجيش ومن يناصرونه باعتبار إنهم عندها داعمين للحرب .

▪️وعلى عكس زميلها في التجمع الاتحادي جعفر حسن الذي “لطَّف” إدانته لاحتلال المنازل بتوجيه الاتهام لـ ( كل المتقاتلين )، لم تفكر في إدانة ملطفة أو غير ملطفة لاحتلال المنازل، لكنها سلمت بأن المسؤول عنها – غير المدان – هو الدعم السريع .

▪️وبحديثها عن “بداهة” اخلاء المنازل والمرافق لكن بعد إيقاف الحرب أكدت على بداهة احتلالها في حالات الحروب، ، وهذا وضوح احتاج زملاؤها في قحت المركزي إلى كثير من أساليب التقية لعدم التورط فيه .

▪️ وبحديثها عن رهن إخلاء المنازل والمرافق بـ ( التوصل لإتفاق مُلزم )، كانت ملكية أكثر من الملك، لأنها أيدت علناً ما يستحي الدعم السريع من إعلانه، رغم إنه يمثل ركناً أساسياً في خطته، أعني استخدام المنازل والمرافق ككرت تفاوضي !

▪️ وبحديثها عن عدم جدوى الهدنة التي تهدف إلى ( توصيل المساعدات واخراج الدعم السريع من المرافق والبيوت )، وبعدم ربطها عدم الجدوى بعدم التزام الدعم السريع بالخروج من المنازل والمرافق ، وإنما بالالتزام نفسه ( الذي يجب أن يأتي بعد الاتفاق الملزم لا الهدن )، أعطتنا فكرة جيدة عن أهمية معاناة المواطنين في البداهات التي تحكم تفكيرها .

▪️ وبوصفها لتفاوض الذين يشددون على ضرورة إخلاء المنازل والمرافق بأنه ( “تفاوض الزول اليدو فى الموية الباردة” ويلعب على عامل الزمن للوصول لاغراض تخصه ) أعطتنا فكرة جيدة عن الإسقاط/ رمي البلا عندما يتحول إلى عادة عند صاحبها، فلا يهذبها ولا يجتهد لتوفير أي تغطبة لها .

▪️ لن نكون شاطحين إذا تخيلنا ما يمكن أن تقوله آمنة المكي إذا كانت دعامية وليست مجرد حليف للدعامة، وقلنا إن قولها ما كان ليختلف عن أقوال بعض الذين يحتلون المنازل : ( من بشريات الثورة المسلحة، والله ما حنبقي على زول في بيتو، حتى لو كان الشريف الرضي بصوم وبصلي وباني بيتو بي حقو ، نحن ما حنخليه لأنو شنو في ذات حين هو سكن في بيت وفي ناس مظلومين ما لاقين خيمة وهو سكت عن قول الحق ).

يا ناس المركزي والتجمع الاتحادي زي ما سكَّتوا جعفر حسن لحوالي أربعة شهور عشان ما يعوقكم بشتاراته أخير ليكم تسكتو آمنة لمدة أطول .. صدقوني بتجيب ليكم ضقلا يكركب .

إبراهيم عثمان