ماذا يفعل الدعامة في الخرطوم قبل أن يباشروا أي عمل إجرامي
كنت أتمشى في طريق من طرق أحياء مدني قبل قليل
و كان الطريق مضيئا و تشع الحياة فيه
فجأة انقطعت الكهرباء و مباشرة تذكرت أيامنا التي كانت في جبرة
تذكرت أننا عشنا في وضع كهذا لمدة 60 يوما
و ليست المشكلة في انقطاع الكهرباء فقط فهي يسيرة جدا مقارنة بما بثه المتمردون في قلوبنا من رعب و خوف
لحظات مريرة عشناها معهم فمنطقتنا كانت مرعىً دسما لهم
ومن هذه اللحظات المريرة
عندما يأتون إلى بيت جارك
و الحلة كلها يعمها الصمت و الظلام فقد هجروا الناس تهجيرا
فتسمع صوت كسر الأقفال و من عادتهم عليهم لعنة الله قبل أن يباشروا أي عمل إجرامي أن يضربوا طلقات في الهواء لإرهاب الناس
فتسمع صوت كسر الأقفال و كسر زجاج السيارات و أحيانا صوت تشغيل المحرك و أنت لا تستطيع أن تقدم شيئا بل يملئك الرعب و العجز و القهر و كل رجائك أن ينصرفوا بدون أن يسألوك
في مرة و أنا راجع من المسجد بعد صلاة العشاء و الشيء بالشيء يذكر و أنا إمام المسجد في الصلوات و الجمعة في تلك الأيام و مع ذلك كنت كثيرا ما أصلي الفجر في البيت خوفا من ظلام الطريق و شراسة الكلاب و سفه هؤلاء الأنجاس و إن كانوا من بعد أذان الفجر تختفي حركتهم تماما
نرجع لقصتنا و أنا راجع من صلاة العشاء فإذا أحد الجيران متخفيا خلف الحائط فناديته
فأخبرني أن أسكت فلما أتيته وجدته قد خلع نعليه حتى لا يُسمع صوت نعليه و قال لي “الجماعة ديل قاعدين بجاي “فما كان منا إلا غيرنا طريقنا لنرجع إلى بيوتنا
كوابيس شديدة أدخلونا فيها هؤلاء الانجاس و كنت حريصا أن لا أكتب شيئا من ذلك في تلك الأيام مراعاة لمشاعر الأهل و الأصدقاء
و لعلي كلما سنحت لي فرصة كتبت عن بعض المعاناة التي وجدناها من هؤلاء الأنجاس
و سأضع هاشتاقا لهذه الخواطر بعنوان #كلكو_فزيتو و هذه قصتها تحتاج لمنشور طويل فهي كلمة قيلت لنا و لن أنساها ما عشت
اللهم دمرهم تدميرا اللهم أحصهم عددا و لا تغادر منهم أحدا يارب العالمين
#كلكو_فزيتو
مصطفى ميرغني