الوكيلان
سطر الأديب المرموق خالد موسى منمنمة رطيبة في حق الأستاذ عبد الدافع الخطيب الذي غادر وزارة الاعلام لقضاء الخدمة المعاشية بعدما أومض وأضاء ورن فخلف أجمل سيرة تتضوع.
إنه النص الوحيد بعد- ذاكرة للنسيان- الذي تمنيت لوكنت كاتبه- لبرق اللغة وإنسانية المعنى من جهة، ولعلاقتي النضرة بالخطيب.
بلغ الخطيب سن الخدمة المعاشية على خلفية مستند شهادة الميلاد، لكنه لم يبلغها بمنطق الطفولة التي يحملها، فهو شيخ وطفل بقرينة الإيناع عند كل، ليت مثل هؤلاء الاطفال لا يبلغون سن الخطيب كي لا يمضوا إلى الخدمة المعاشية.
لم يترك لي خالد موسى فاصلة كي أفيء بها من خصالة وإنسانيته وبراعته وقدراته ودمه الأخف زنة من النسائم، وشوكته الإدارية، ولغاته، وتفطنه، ولسانه العذب والعف والفصيح، وأكثر ما استرعانى في تلك المقالة الجامحة ذكر موسى أن عبد الدافع تسلل بهدف من وزارة الاعلام إلى رحاب المعاش دون أن يشعر به أحد.
تلك من خصال آل الخطيب. فهم كالضوء لا يحتاجون تأشيرة لعبور الجبال!.
في الضفة الأخرى أصدر السيد رئيس الجمهورية قرارا بتعين الاستاذ عبد الإله أبوسن وكيلا لوزارة الثقافة بعد (المفاصلة) مع وزارة الاعلام وليتها مفاصلة أبد الدهر لا يعيد لحمتها حوار أو مؤتمر دستوري.
رئيس الجمهورية استشعر أهمية أن تكون وزارة الثقافة قائمة بالذات والموضوع وعبر محمد لطيف ذات مرة عن دهشته للفهم العميق لرئيس الجمهورية لهذه الوزارة ومن هنا تأتي مناصحتنا لصديقنا عبد الإله كي يكرس ذلك الفهم العميق، ويمتد بالسيرة العبقة لعبد الدافع الخطيب.
الوزارة الآن صورة سودانية متحدة. جبال النوبة. ومملكة الفور وانضم الآن للطيب البدوي ودكتور تيراب سهل البطانة كله بالدوبيت والجسارة و(الشم خوخت بردن ليالي الحرة).
نريد من عبد الإله أن (يبرد ليالي الحرة) ليس في بلادنا جفاف ثقافي، فيها احتكار ثقافي.
وفيها نمطية سادت ولم تترفد بانساق رافده لتكون الحصيلة ثقافة سودانية نابتة وفارعة وذات ثمر.
على الوزارة أن تنفتح على كل الاتحادات الادبية والروابط والمنظمات والمراكز دون التدقيق في هويتها ومواقفها السياسية لأن الثقافة هى الظاهرة الانسانية الوحيدة التي لا تزدهر إلا بالحوار الديمقراطي.
على الوزارة تبني دعوة لحوار ثقافي عميق مواز للحوار السياسي المزمع انطلاقته لأن معظم مشاكلنا السياسية نابعة في الأصل من جذور ثقافية.
وعليها تجنب المهرجانات غير المدروسة، تلك المهرجانات التي ينتهي مفعولها بدقة آخر طبل وآخر نفحة من جيتار، لقد ثبت بالدليل التاريخي والتجارب أن مثل تلك المهرجانات تلحق بها الشبهات اكثر مما ينسب اليها من فتوحات ومحاسن!.
وعلى الوزارة إنشاء مجلس استشاري من المتخصصين والدارسين للثقافات من ذوي الإسهام البين والخبرات المشهود لها، ليكون هذا المجلس العقل الجمعي للوزارة، كي تسير على هدى وتمضي إلى وجهة.
التهنئة (لود أبوسن) وهو يسير باتجاه هذا التحدي فلا بد من أن (ندق له النحاس) فتلك معركة في الأصل وليست وظيفة.
والتهنئة للخطيب بتلك المقالة المائزة التي دبجها خال موسى، فاستفزتنا نحن أحبابك ومن عملنا معك ولولا مراعاتي (لعامل السن) لاستزدت.
[/JUSTIFY]
أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني