رأي ومقالات

ما ينتظره شعبنا من البرهان في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

السيد البرهان و أنت في طريقك إلى نيويورك لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة تذكر أن شعبك الصامد الصابر صاحب الفاتورة الأعلى في الحرب الدائرة في بلادنا منذ أبريل الماضي و حتى الآن ينتظر منك خطاباً واضحاً قوياً يشبه خطاب رئيس بوركينافاسو الشاب النقيب إبراهيم تراوري أمام القمة الأفريقية الروسية بموسكو التي التأمت في شهر يوليو الماضي !!
إن شعبنا ينتظر منك خطابا يحوي المضامين الآتية :

– ما حدث في بلادنا هو تمرد داخلي لقوة عسكرية كانت تتبع للقوات المسلحة حاولت الإستيلاء على السلطة بالقوة و نحن نتعامل معها بموجب قانون القوات المسلحة و القوانين الوطنية و وفق ما تقتضيه متطلبات الحفاظ على أمننا القومي في اتساق تام مع ما تقوم به أي دولة تعرضت لذات التجربة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل .

– الرفض القاطع للتدخلات الخارجية السالبة في بلادنا من أي دولة في العالم مهما كان حجمها أو تأثيرها فقد مضى عهد الوصاية و الإملاءات إلى غير رجعة .

– الحرب التي تشهدها بلادنا منذ أبريل الماضي هي مؤامرة كبرى إستهدفت تدمير الدولة السودانية بمشاركة بعض الدول الأعضاء في مخالفة صريحة لنصوص ميثاق الأمم المتحدة و لمبادئ العلاقات الدولية و يمثل إعتداءاً صارخا على سيادة دولة عضو الأمر الذي يستوجب الرفض و الإدانة .

– مبعوث الأمم المتحدة المستقيل فولكر بيرتس رئيس بعثة الدعم السياسي إلى السودان لعب دوراً أساسياً في تهيئة الظروف لإشعال الحرب في بلادنا و سبق لنا أن بعثنا خطابا للسيد الأمين العام بهذا المعنى و طالبنا فيه باستبداله و لكن للأسف لم يستجب لطلبنا مما يعد مخالفة للأنساق و الأعراف التي تنظم العلاقة بين الدول و الأمانة العامة .

– إن بلادنا ترفض إرسال أي بعثة أممية إلىها تحت أي مسمى أو بند لأن تاريخها و تجاربها الوطنية السابقة كفيلة بأن تجعلنا قادرين على تجاوز أزماتنا و في ذات الوقت فإننا نرحب بأي مساعدات إنسانية من أصدقائنا و من الأمم المتحدة عبر وكالاتها العاملة في البلاد و لكننا نرفض أي مساعدات من الدول التي تلطخت أياديها بدماء شعبنا ، و كذلك نرحب بأي جهود تساعدنا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب .

#كتابات_حاج_ماجد_سوار
19 سبتمبر 2023