رأي ومقالات

خروج الجيش من حامياته لقتال العدو وهو في أضعف حالاته فرصة لا يجب إضاعتها لحسم هذه الحرب

الاستراتيجية التي يعمل عليها الجيش هي السيطرة على مناطقه العسكرية وحرمان العدو من الاستيلاء عليها، ونجح في ذلك نجاحا كبيرا، حيث لم تسقط ولا منطقة عسكرية واحدة، حتى في ولايات دارفور التي تمثل حاضنة اجتماعية للمليشيا المتمردة نجح الجيش في الابقاء على المناطق العسكرية في المدن الثلاثة الكبرى الفاشر ونيالا والجنينة.

وبما أن الجيش يمثل رأس الدولة في الفترة الانتقالية، وغاب دور الدولة تماماً بانشغال قائد الجيش بالمعركة العسكرية، فإن الاستراتيجية التي عمل عليها الجيش هي استعادة دور الدولة الغائب، وكانت الرؤية خروج قائد الجيش وهو رئيس مجلس السيادة إلى منطقة آمنة لاستعادة دور الدولة المفقود منذ بدايات الحرب.

هذه الاستراتيجية أو إذا اسميناها الرؤية تحتاج إلى تعديلات جوهرية أو استكمال إن شئت.
في الجانب السياسي خروج البرهان دون تشكيل حكومة مدنية لإدارة الدولة سيكون عبثاً واستمرار لحالة التوهان التي تعاني منها الدولة السودانية، يجب أن تتحلى القيادة بالشجاعة والإرادة لاتخاذ هذه الخطوة المهمة جداً والتي ستحدث تحولاً كبيراً وستقلب موازين العمل السياسي والدبلوماسي.

في الجانب العسكري يجب أن يعلم قادة الجيش أن استمرار الجيش في السيطرة على مناطقه العسكرية وحرمان العدو من الاستيلاء عليها، إذا كانت هذه الرؤية قد أسهمت في كسب المعركة مرحلياً، فإنها ستكون كارثية في المرحلة المقبلة، وستسهم في خسارة الحرب، لأن مقبوليتها ونجاحها في مرحلة سابقة ليس موجباً لاستمرار نجاحها في المرحلة المقبلة، يجب أن تتغير هذه الرؤية العسكرية، خروج الجيش من حامياته لقتال العدو وهو في أضعف حالاته فرصة لا يجب إضاعتها لحسم هذه الحرب التي طال امدها.

علي عثمان
علي عثمان