رأي ومقالات

البرهان في نيويورك (1) إستكمال إستعادة المشروعية

بعد خروج البرهان من مقر القيادة العامة كنت قد كتبت منشوراً عددت فيه الفوائد المرجوة من هذا الخروج و وصفت جولته الخارجية التي بدأت بجمهورية مصر العربية و شملت بعض دول الجوار الإقليمي ثم زار قطر و تركيا بأنها جولة إستعادة المشروعية التي تأثرت بتمرد نائب رئيس مجلس السيادة زعيم مليشيا الدعم السريع .

مشاركة البرهان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية رقم (78) و مخاطبته العالم عبرها جاءت كتتويج لمشروعيته و مشروعية مؤسسات الدولة القائمة حالياً و هذه محطة جوهرية و فاصلة حيث أن فكرة التمرد الرئيسية كانت تقوم على إنتزاع مشروعية البرهان و مؤسسات الدولة القائمة و تأسبس مشروعية جديدة قائمة على القوة العسكرية للتمرد مدعومة ببعض القوى السياسية ( قحت ) و دعم الدولة الخليجية و بعض الدول الأفريقية التي قبضت الثمن و ربما باعتراف أيضاً من مفوضية الإتحاد الأفريقي التي أبدت قيادتها إنحيازاً كاملاً للتمرد و أضفت عليه بعض الشرعية !!

بعد فشل الإنقلاب و الإستيلاء على السلطة بالقوة واصلت المليشيا المتمردة و حليفتها قحت و بدعم قوى الشر الإقليمية و الدولية مساعيها لنزع الشرعية عن مؤسسات الدولة و منازعتها البرهان من خلال سلسلة إجراءات و خطوات تمثلت في :

– الظهور المستمر لزعيم المليشيا عبر خطابات و تسجيلات صوتية رغم أن معظم الروايات تشير إلى مقتله أو تعرضه لإصابات في حدها الأدنى يفترض حسب إفادات الأطباء أن تسبب له عجزاً كاملاً عن الحركة و الكلام و كان آخرها الفيديو الذي ظهر فيه قبيل خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة .

– إعلان بعض قيادات قحت أنهم على تواصل مستمر معه .
– محاولة قحت تشكيل حكومة منفى بدعم من رئيس كينيا وليام روتو و رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد .

– إعلان زعيم المليشيا عزمه تشكيل حكومة موازية و الذي صاحبته حملة ترويج واسعة من قبل قيادات قحت .

ظهور البرهان و مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة و إلقائه خطاب السودان (الذي سأعلق عليه غداً بإذن الله) كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير و وضعت حداً للأفكار الساذجة لتحالف قحت المليشيا .
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
23 سبتمبر 2023