رأي ومقالات

يا ترى كيف هو بيت الزعيم، وكيف هى أم درمان؟ وإلى متى تنام حزينة وشوارعها خالية من الزحام؟

من حكايات دولة ٥٦ أن مجالس الأنس والنميمة السياسية، تلك الأيام، بدأت في أكل لحم الزعيم إسماعيل الأزهري، وهم الذين كانوا يهتفون له ” حررت الناس يا إسماعيل، الكانو عبيد يا إسماعيل، الكل بقى سيد يا إسماعيل”،

فقد أشاعوا أنه أثرى من منصبه، وأصبح يرتدي بدل “الشاركسكين” البيضاء الأنيقة، وانه يقوم بتشييد الطابق الثاني في منزله بالعاصمة الوطنية أم درمان. وكان الأزهري يسخر من كل ذلك بالقول:” كل ما قالوا من أين لك هذا زدناه طابقاً”، فهم، والذين ينهبون البيوت إلى اليوم، لم يعلموا أن ذلك الرجل الشريف العفيف كانت تاتيه البدل هدايا من أصدقائه في الخارج، وأن عدداً من المقاولين من أعضاء الحزب الاتحادي تطوعوا من مالهم الخاص لبناء الطوابق الثلاثة تباعاً.

يا ترى كيف هو بيت الزعيم، وكيف هى أم درمان؟ وإلى متى تنام حزينة وشوارعها خالية من الزحام؟
عزمي عبد الرازق