رأي ومقالات

🔴 توقعات الجيش الذي يموت ليسلم دارك ويضحي بحياته لحماية قصرك الفاخر هي أقرب للأماني والأحلام

عند الإطلاع على الحروب الكبرى ، يظهر بجلاء أن حماية المدنيين هي هدف عسكري . لكن حماية نواة الجيش المقاتل و وضع خطة لهزيمة العدو و كسره هي أهداف أهم تفوق حماية المدنيين.

في الحروب العالمية نشاهد هذه الإستراتيجية بإستمرار. ينسحب الجيش أو ينحاز تاركا المدنيين لمصير صعب . كم من المرات سقطت باريس نفسها خلال عدة قرون حتى و فرنسا إمبراطورية كبرى و لديها عدة عشرات المستعمرات. هتلر إلتهم أوربا و اجتاح فرنسا حتى وقف على القنال الإنجليزي و قصف لندن بينما تشرشل يراقب المدنيين يموتون من “بدروم” إنجليزي فاخر. سعى لإشعال حروب الإستنزاف الطويلة في اليونان و شمال أفريقيا حتى ينكسر الألمان و يتشتت جهدهم ، و لم يسع مباشرة لتحرير عشرات العواصم الأوربية التي كانت ترزح تحت نير الإنتهاكات النازية.

و عندما إنتحر هتلر ، كان مختبئا في “بدروم” ألماني. لم تغير مقاومة الجيش الألماني أو استسلامه الواقع الأليم بقيام السوفيت و الحلفاء بإغتصاب كل فتاة ألمانية تمكنوا من رؤيتها يوم سقوط برلين.

الحرب كريهة و قاسية على المدنيين. لكن توقعات الجيش الذي يموت ليسلم دارك الجميل ويضحي بحياته لحماية قصرك الفاخر هي أقرب للأماني و الأحلام.

كل قصص الحروب العظيمة ، التي تحكيها الأمم بفخر و اعتزاز ، إنتصرت الجيوش و إنتقمت من الغزاة المعتدين. لكن لم تخلو حرب من قصص المعاناة الصعبة و الآلام التي لا تحتمل.

عمار عباس
عمار عباس