رحلة في معتقلات الدعم السريع “الحلقة الثانية”

الخرطوم بلا مساحيق
رحلة في معتقلات الدعم السريع
الحلقة الثانية
حوار: مؤمن
اتلفت لي مصدر الصوت اتفاجأت .. اذا به طفل ما اكتر 15سنة بالضبط حجمو قلييل.. راقد في عنقريب قدام دكان ظاهر انه مكسور ..وجنبه سلاح أكبر منه وماسك مرايا بيعاين لي نفسو ثانية ويعاين لي ثانية. وبيكورك لي
اي انت ماسامع تعال هنا يازول.
بي كل هدوء مشيت عليه وهدفي اني ماتعطل من موضوعي الماشي ليهو ووصلتو ودار بيننا الحوار التالي:
هو: ماش وين يازول.وجاي من وين وماشايفني قاعد هني؟
جاوبت بثبات وابتسامة ماشايفك لكن جاي من ورا وماشي على قدام (كلام والسلام).
قال لي وين اثباتاتك؟
طلعت ليهو البطاقة ..وأشك انه قرا الفيها .
عاين لي قالو هوي انت زول كبير اتلمى من الضرب ده.
قلت ليهو تمام.
ومشيت خليتو وانا راسي مشغول بي المناظر والخراب واختفاء الناس ..البلد خلا فعليا .
الديم دي كلها مالاقيت فيها غير تلاتة اربعة خاتين ليهم تربيزة فيها اكل وعصير للبيع وعلى استحياء كدة.
ووصلت باشدار واتوجهت على الغالي ..(وياحليل الغالي) خلاص عيني اتعودت منظر الكسر والحريق واختفاء البشر من البلد واصوات اشتباك عالي واسلحة تقيلة و خفيفة وانا متجه شمالاً على الخرطوم 3.
(وكأني في فيلم نهاية العالم)
بيوت مفتوحة ومحلات منهوبة وعربات محروقة ومقلبة ورغم انه الساعة 2ضهر مالاقاني ولامواطن عادي .
لغاية ماوصلت زين في شارع كترينا مع شروني واصوات ضرب النار زايدة بس انا كنت ثابت وجاهز (حتى انا مرقت صائم لوجه الله تعالى ..وقلت لو حصل لي شي يحصل لي وانا صائم..ولو ماحصل لي شي اصلا مااكون محتاج اكل وشراب..ودخول الحمام).
سكت الخال قليلاً وتنهد وقال:
وهناك وبالضبط جنب (زين) كترينا جا وقف جنبي بوكس فيهو عدد من الدعامة .والراكب قدام ناداني ويبدو عليهم الاستعجال الشديد : تعال هنا يازول
المحومك هنا شنو ؟
وجيت هني كيف ؟
رديت ليهو بثبات نفس الرد (ماشي شارع البرلمان عندي وكالة فيها جوازات).
الدعامي نطط عيونو وتغيرت نبرته لاستنكار وتهديد: هوي يازول انت واعي للبتقول فيهو ده؟!
ماسامع الاشتباك ده امشي من هنا ارجع مكان ماجيت يازول عشان ماناخد ضدك اجراءات نحن الان مافاضين ليك. لو فاضين ليك كان وريناك شغلك.
يلا يازول.
وقاموا بسرعة شديدة جدا اتحركوا ..وانا خليتهم لغاية مااختفوا..وواصلت مسيرتي شمال جغرافي وكملت شروني ولفيت بشارع ابراج النيلين ومخطط اني اطلع كبري الملسمية وانزل واخش بالشارع بالبيقسم مستشفى الخرطوم واشاقق بي جوة.
أنا مقاطعاً: معقول ياخال ياخ انا لو انتحاري مابمش المكان ده😱.
ابتسم الخال: كان لازم امشي ..قالها وصمت وصمت الحاضرين (ولم يحكي لينا اي تفصيل عن مبرر المخاطرة).
قطعت الصمت :طيب ياخال وصلت لغاية كبري المسلمية .
سرح وكانه تذكر كابوساً وقال: والخرطوم حزينة وبائسة وخراب واصوات انفجارات وطلعت الكبري ونزلت وبعاين واتجهت شرق نحو شارع المك نمر وقررت فجأة اخش بزقاقات المستشفى والمك نمر وامرق في السيد عبالرحمن واشاقق لغاية البلدية ومن هناك بكون قربت للبرلمان.
سرحت مذهولاً من تخطيط الخال الانتحاري
(بكل بساطة يحكي عن خطة للوصول الى مكان في بؤرة الحرب وهو السور الجنوبي للقصر الجمهوري) جهاراً نهاراً وروحه في كفه .وحياته على كف عفاريت الدعامة او رصاصة طائشة.
قطع حبل خيالاتي صوته الهادئ وهو يقول : وسط الخرطوم رماد .
أنا متسائلاً :نفذت خطتك؟!
قال الخال : قربت (لكن تاتي الرياح بما لاتشتهي السفن ).
اتقبضت في تقاطع المك نمر مع المستشفى .
كل الحضور: كيف؟!
قال ارتكاز كبير قاموا لما شافوني وانا جاي بالتقدم نحوي وتوجيه تعليمات بالوقوف وتفتيشي جيدا من السلاح.
وقام العساكر بالأسئلة المعتادة مع الاستغراب:
الجابك هني شنو؟
أنا: جاي لي كذا كذا وعندي وكالة كذا كذا
الدعامي اصابه غضب عارم وبدأ يكيل الي الاتهامات :يازول هوي انت قايلني طيرة ؟
طلع اثباتك
طلعت الاثبات..
تفحص جيدا وقال لي : محاسب ؟!
شغال في القيادة مع الجيش محاسب ؟
قلتليهو : محاسب دي مهنة ماعسكرية ولو مامصدقني رسل معاي زول للبرلمان يشوف صدق كلامي .
قاطعو الدعامي: يازول هوي ماتنضم الا نسعلك.
ونادى اتنين قاليهم اعتقلوهو وودوهوا للقائد جوة .
وجو اتنين بدون كلام ساقوني ودخلنا مبنى في بداية شارع المك نمر مع المستشفى والمباني حوالينا خراب ..وانا بتفحص بي حسرة وألم رغم الورطة الأنا فيها ..ووصلنا ووقفوني برة وخش واحد جوة ..
وجا وجا معاهو زول شكلو غريب وجامد شكلو القائد.
قالي بي صراخ وعيون شر : يازول هوي انت استخبارات ؟
قلتليهو لالا انا…
قاطعني محاسب في القيادة ؟
أنا: انا جاي عشان
قاطعني : جاي تديهم احداثياتنا ؟ عشان المسيرات تضربنا؟
الخال قال حسيت الموقف ماشي بتسارع لي مأزق
ومافي شي حاينقذني الا حاجة واحدة بس.واااحدة بس.
(للحكاية بقية)
مجبورين على الشيير عشان توعوا الراجعين ..
مؤمن ابوالعزائم