حتى لو وضعنا المرحوم حميدتي مكان عبدالرحيم ستكون المقارنة هي نفسها، شخص أمي أحمق مقابل مؤسسة ولكن عبدالرحيم أفظع من أخيه
كون عبدالرحيم دقلو هو القائد الفعلي للمليشيا هذا أمر جيد ومريح. أتمنى أن لا يتم تغييره، وأن يتمسك بقيادة الدعم السريع، مملكة آل دقلو، بكل ما يستطيع.
معركة تخوضها القوات المسلحة بأكفأ ضباطها في مقابل مليشيا يقودها شخص جاهل وأحمق مثل عبدالرحيم دقلو لابد أنها مضمونة النتائج لمصلحة الجيش وإن طالت.
حتى لو وضعنا المرحوم حميدتي مكان عبدالرحيم ستكون المقارنة هي نفسها، شخص أمي أحمق مقابل مؤسسة، ولكن عبدالرحيم أفظع من أخيه.
في كل التسجيلات التي ظهر فيها يظهر كأحمق منفعل لا يستطيع التحكم في نفسه ولا يستطيع إلقاء كلمة على جنوده ناهيك عن توجيه أي رسالة للآخرين سياسية أو غيرها. على سبيل المثال ظهوره الأخير في نيالا قبل أن يتم طرده منها.
طبعاً مجرد فكرة أنه يقاتل في نيالا وليس في بورتسودان أو في عطبرة كما هددت المليشيا هي بحد ذاتها هزيمة كبيرة.
قتال قائد ثاني المليشيا في نيالا هو بمثابة إعلان انتهاء الحرب في الخرطوم بهزيمة المليشيا وتراجعها عن الأهداف الكبيرة المعلنة نحو أهداف أقل بكثير، ومع ذلك تفشل في تحقيقها. الرسالة التي يتلقاها أفراد المليشيا من وجود عبدالرحيم في نيالا ومحاولاته الفاشلة للسيطرة على المدينة هي عدم جدوى معركة الخرطوم وأيضاً عدم جدوى معركة نيالا، والنيجة عدم جدوى الحرب كلها.
في نفس السياق شاهدت تسجيل مصور للمك أبوشوتال يخاطب فيه جمع من المواطنين يُقال أنه في العسيلات، يتكلم على طريقة مخاطبات الأسواق مثل خالد سلك أيام الإنقاذ حينما كان يحرض المواطنين ضد رفع الدعم.
أبو شوتال يخاطب المواطنين عن أنهم يريدون السلام والتفاوض والحل السياسي، هذا هو إذن سقفهم الجديد. محاولات إقناع المواطن الذي دمروا حياته ونهبوا ممتلكاته وقتلوه وهتكوا عرضه بخطاب العدالة والسلام على طريقة حركات الضغط الشعبي وذلك بعد أن كانوا يهددون بتدمير مؤسسة الجيش كلها ومعها الدولة القديمة وإقامة سودان جديد على أنقاضها.
مشكلة هذا التوجه الجديد أنه جاء متأخراً للغاية، فالمليشيا اليوم ليست سوى جماعات مجرمة معروفة بالنهب والسلب والقتل والانتهاكات ولا تستطيع أن تحقق بالطرح السياسي ما فشلت في تحقيقه بالحرب والإرهاب. لقد خسرت المليشيا المعركة السياسية منذ الأسابيع الأولى للحرب، وانتهى الأمر.
حليم عباس