الجماهير حاصرت سيارته بالخرطوم وهي تهتف: ضيعناك يا عبود وضعنا وراك يا عبود
اليوم ذكرى ثورة 21 أكتوبر 1964م وتميزت تلك الفترة بالإبداعات في أناشيد الحماسة مثل الملحمة لمحمد الأمين والمجموعة ، وهي أناشيد شوهت حقيقة فترة حكم الفريق إبراهيم عبود وهي فترة حقق فيها السودان إنجازات باهرة.
حين غادر الفريق إبراهيم عبود منزله المتواضع في حي العمارات بالخرطوم بعد عام واحد فقط للتبضع من سوق الخضروات بالخرطوم حاصرت الجماهير سيارته وهي تهتف : ضيعناك يا عبود وضعنا وراك يا عبود.
كانت العاصمة المثلثة وقتها محدودة المساحة والسكان حوالي 150 ألف نسمة تقريبا ، وكان طلاب جامعة الخرطوم يستمتعون بالسكن المجاني وأفخر الوجبات ويتم غسل وكواء ملابسهم ويتلقى الفقراء منهم راتبا شهريا وكذلك كان حال طلاب المدارس الثانوية في وادي سيدنا وحنتوب وخور طقت.
وكنا في المرحلة الإبتدائية تصرف لنا الكتب الدراسية والأقلام والحبر مجانا.
بلغ عدد شهداء ثورة أكتوبر حوالي 30 شهيدا كان أشهرهم محمد القرشي طه وبابكر عبد الحفيظ واشتهرا لأنهما كانا طالبين بجامعة الخرطوم.
لم يكن هناك شغب ولا تكسير ولا حرق للأسواق ولا مطاردات في البيوت.
كان سودان 56 في بداياته.
بعدها مباشرة ومع بدايات الحكم المدني بدأ ظهور حركات المطالب الجهوية التي ترفع شعارات التهميش والعدالة في قسمة السلطة ووظائف الخدمة المدنية مثل جبهة نهضة دارفور ومن مؤسسيها أحمد دريج وظهر مؤتمر البجا وحركة سوني SONY في دارفور كحركة عسكرية سرية من داخل حامية الفاشر وسعى أفرادها خلال وجودهم في جنوب السودان للتواصل مع متمردي أنيانيا للتنسيق لوقف اطلاق نار لابتزاز الحكومة السودانية للاستجابة لمطالبهم ، تلك الوقائع تحتاج بحثا وتنقيبا لا تتوافر له مصادر كثيرة.
لم يمض وقتها قد مضى على استقلال السودان سوى 7 سنوات وكان السودان غارقا في استنزاف حرب الجنوب التي بدأت في 1955م قبل سنة من الاستقلال.
يا حليلك يا عبود ، وكمان يا حليلك يا …… (أكمل الكلمة الناقصة).
#كمال_حامد 👓