رأي ومقالات

عيساوي: جزاء سنمار

تقول القصة: (إن المهندس المعماري سنمار قد بنى قصرا منيفا للسلطان. وكان يمني نفسه بجزيل العطاء. ولكن السلطان قتله حتى لا يبني قصرا مثله لأحد غيره. فصارت القصة مضرب مثل). تلك المقدمة تقودنا للسنماريين في مملكة سلطان آل دقلو. وما أكثرهم. فأولهم: طير الرهو من قحت وما تعاطف معهم. إذ لم تسلم ممتلكاتهم الخاصة من همجية السلطان. والمضحك في الأمر رغم فداحة الجرم. لم يترك السنمار القحتاوي سيده السلطان. بل لم يهمس همسا بإدانة أفعاله. وقد رضي ذلك السنمار بقتل السلطان له بدلا من السير مع الإسلاميين للوقوف في وجه السلطان الجائر. وثانيهم: قبائل دارفور عامة والعربية منها خاصة التي كانت لحمة وسداة السلطان. وقد تنبأنا بأنه طال الزمن أم قصر سوف تهرب المرتزقة لدارفور لمواصلة الحرب ضد الدولة السودانية متى ما فقدت معينات مواصلة القتال في الخرطوم. وقد وقع ما قلناه. إذ هاجم السلطان حقل بليلة النفطي. وأول الخسائر فقدان عشرة ألف مواطن لوظيفته التي يعيش منها. وغالبية المتأثرين من المسيرية (عجبني للمارقوت). وسبق وأن ناشدنا تلك القبائل عامة والمسيرية خاصة أن ينسلخوا من جيش السلطان. حيث ذكرنا لهم بأن بيتهم من قزاز. أي: هم قبيلة تماسية. وعرضة لهجمات الدينكا. وبالفعل ها هم ما بين مطرقة السلطان وسندان الدينكا. وقد ضحك الشارع السوداني على خبر قتال المسيرية مع الجيش في حقل بليلة. أي: بعد أن وقع فأس السلطان على رأس القبيلة. عليه سوف تدفع تلك القبائل عامة والمسيرية خاصة ثمن التبعية للسلطان. وثالثهم: المحايد من حركات سلام جوبا. ها هو السلطان بعد أن أذاق دار صباح ويلاته. وكافأه الجيش بما يستحق (الجزاء من جنس العمل). ينقل حربه لدارفور. عليه ماذا أنتم فاعلون أيها المحايدون. مناوي حاكم عام دارفور. والرجل الأول المسؤول عن حفظ الأمن بالإقليم. جبريل وزير مالية السودان كما أراد السلطان وفق إتفاقية جوبا. لقد اخترتم السلامة. والسلطان يفعل ما يندي له جبين الإنسانية في الخرطوم. بل الأنكى والأمر لم تصدروا بيان إدانة. لذا السلطان أمامكم وتاريخه الأسود من خلفكم. وخلاصة الأمر ليتأكد السنماريون بأن الغدر والخيانة شيمة السلطان. وسبق وأن نادينا بوقفه عند حده. ولكنكم آثرتم السلامة. ونسيتم يوما ما أن السحر سوف ينقلب على الساحر. إذن نقول للسنماريين: (يداك أوكتا وفوك نفخ).

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس٢٩٢٣/١١/٢