رأي ومقالات

الفرح في زمن الجنجويد

□ قال ملخصاً قصته: خرجت من منزلي مغادراً العاصمة قبل أن يصلوا الحي الذي أسكن فيه، وكانت أسرتي قد سبقتني بالخروج، ( وقد علمت لاحقاً بأنهم نهبوا منزلي وأبقوا فقط على ما يحتاجونه للإقامة فيه ).

□ وأضاف: التقيتهم في الارتكاز،، وتعاملوا معي كعدو – كعادتهم في افتراض أن جميع المواطنين، عدا المتعاونين معهم، ضدهم لعلمهم بأن هذه نتيجة طبيعية لحربهم عليهم – أوقفوني وتباروا في توجيه كل التهم المعتمدة عندهم: أنت تعمل في أحد الأجهزة النظامية، أنت معاشي نظامي، أنت فلول، أنت تابع لاستخبارات الجيش، أنت متعاون مع الاستخبارات، ومع كل اتهام تلقيت ما قدَّر الجنود أنه يكافئه من الضرب والإهانات.

□ وعندما عجزوا عن انتزاع اعتراف مني بأي من هذه التهم، حاولوا إيجاد الأدلة من أوراقي وهاتفي.

□ وعندما لم يجدوها، أمر أحدهم باعتقالي، وأمر آخر بقتلي، ثم وجه أحدهم السلاح إلي رأسي تهديداً بالتنفيذ إذا لم اعترف، ثم أتى ضابط، وبعد تحقيق سريع أمر بالاكتفاء بما حدث من مصادرة لما معي من نقود، وإكمال الإتاوة بتحويل بنكي، ومصادرة هاتفي وسيارتي وتدبير وسيلة لإكمال مشواري خارج مناطق سيطرتهم.

□ لا أستطيع وصف مقدار الفرحة التي غمرتني، ومقدار الامتنان لذلك الضابط في تلك اللحظة، لا زالت تلك الفرحة باقية معي، ولا تزال بقية من الامتنان لذلك الضابط، الذي أنقذني من الموت أو الاعتقال، تتصارع مع الغضب من قراره بمصادرة ما معي !

عصمت محمود أحمد