مرتزقة ومليشيا الدعم الصريع بين الذكاء الاصطناعي والغباء الاستراتيجي
(مناقشة سيناريو توسيع دائرة الحرب).
الفيديو الأخير المنسوب الي حميدتي كمثل الحي والميت اخطاء واعترافات الربورت وذكاء التقنية والصناعة وغباء المنتج والمخرج للفيديو حيث أخرجت وانتجت لنا جسدا بلا روح ولكن له خوار كعجل السامري الذي فرق القوم ولم يجمهم فكان نتاجه تلمودا وقصصا وحجي.
حيث تم الاعتراف باحتلالهم لمنازل المواطنين في ثنايا الحديث وهذه جريمة حرب يعاقب عليها ولا يصفق لها.
تم الاعتراف بخراب السودان وفرتقت البلد عندما ذكر بأنه ذهب للبرهان وطلب منه فرض هيبة الدولة.
الاعتراف علي استحياء وهو ضمني في الإشارة للمتفلتين فمن الذي افلتهم ان صدقناك وكذبنا أعيننا ونحن نري الجرائم والنهب المسلح تمارسه المليشيا بصورة ممنهجة ومنظمة وجماعية كاقبح ما يكون.
ماذا يعني ان تكون متوضئ وان تذهب لتسرق بنك او متجر او تنهب سيارة بالله هل هذا حجاب ام انهم محجوبون.
يفعلون ذلك فرادى وجماعات ثم يسحبون السيارات الي ارتكازاتهم ومناطقهم التي فيها قياداتهم ثم يعاودون الكره بذات المنوال هل هذا نسميه تفلت ام تبلد.
كمامات الجنود. اوحت لي بفكرة الصمت في موضع الكلام.
إطالة أمد الحرب عبر توسيع دائرة الصراع والتوجه غربا الي ولايات دارفور.
وهنا اتفق مع الأخ عثمان ميرغني بأن المؤامرة بالانقلاب علي السلطة التي قادها وتولي كبرها الدعم الصريع كشقي ثمود الذي عقر الناقة وحلفاءه من قحت كحال الخدج في السياسة والعمل العسكري لم يكن لهم خطة بديلة ولذلك لن نتعامل في التحليل السياسي والعسكري مع نقل الحرب الي دارفور باعتبارها الخطة (ب) ولكن يمكننا الحديث عن واقع عسكري ميداني فرضته القوات المسلحة علي المليشيا المتمردة بافشالها لمخطط الاستيلاء علي السلطة ودحرهم وضرب كتلتهم الحيوية في الخرطوم منذ الساعات الاولي للحرب ومن ثم اتباع استراتيجية عسكرية تقوم على الاقتياد نحو مناطق القتل والمقصلة فصاروا مكان الطلقة عصفورة تحلق حول نافورة.
توسيع دائرة الحرب غربا لها فاتورة سياسية وعسكرية واقتصادية لا تقوي عليها المليشيا.
لتحقيق هدف إطالة الحرب لابد من توفر عدة عوامل اهمها ثلاثة وهي:
1/ وجود هدف مركزي ومحوري وقضية ومبرر للصراع.
2/ عقيدة قتالبة
3/ دعم داخلي وخارجي مستمر.
اولا : وجود قضية وهدف مركزي.
دعنا نبداء بالاسئلة التالية لعلكم تجدون فيها قبس او هدي ينفع الناس ماهو هدف المليشيا وماهي قضيتهم هل هي إعادة الديمقراطية والمدنية وهل تقام الديمقراطية بالبندقية ام بالوسائل السلمية وادواتها من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني كيف يتعامل حلفاء قحت وان شئت جوع مع حليفهم العسكري اتهامهم السابق واللاحق للدعم السريع بجريمة فض اعتصام القيادة العامة وترويجهم لذلك في الفضائيات والطرقات والأسواق وهل هنالك نص في قانونه يخول له القيام بالقتال ام هي ذريعة لاضفاء شرعية علي جرائمة مسكينة هي الديمقراطية والمدنية والحرية كم من الجرائم ارتكبت باسمك من يصدق هذه الترهات ام ان قضيتة هي الفلول والنظام السابق والكيزان والكل يعلم ان الدعم الصريع هو الابن غير الشرعي والشقيق لنظام المؤتمر الوطني وهل النهب المسلح لمنازل وسيارات ومقتنيات الشعب السوداني يأتي تحت مظلة ☔ محاربة والفلول . وبأي دين سماوي او قانون ارضي استحللتم أموال وأعراض المواطنيين سواء ان كانوا اسلاميين او علمانيين او لا دينيين هل العدالة والقضاء هكذا.
دعك من كل ذلك هل يوجد أحد من أفراد الشعب السوداني يمكن أن يصدق هذه الفرية والكذب الحرام. (حصافة القارئ ووعي المواطن عاصم لنا من الانزلاق في الوحل).
ثانيا العقيدة القتالية.
دوافع أفراد المليشيا المتمردة هو المال والمغنم ونهب المال وهو ذات السبب الذي تم استجلاب المرتزقة من ليبيا 🇱🇾 وتشاد وأفريقيا الوسطي ولا تستغرب ايها القارئ الكريم بأن قادة الدعم الصريع يوهمون المرتزقة بأن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بها كمية من الأموال دولارات ويورو وإذا استوليتم عليها فلكم كل تلك الأموال ولذلك هم الآن اموات أمام بوابات القيادة والمدرعات بنفس الذريعة ولعمري هذا غباء واستدراج ومكر من الله فالقيادة والمدرعات والمهندسين ما فيها غير النار والزيت الحار. ولهذا ينتفي العامل الثاني وهو وجود عقيدة قتالية صادقة.
ثالثا : الدعم الداخلي والخارجي.
وهذه ربما لا تحتاج الي كثير عناء او تحليل او حشد الاسانيد والقرائن فالخطأ الاستراتيجي الأول الذي وقع فيه الدعم الصريع منذ الوهلة الاولي الا ان الصبر في الصدمة الاولي هو عداءه للمواطن واحتلال منازلهم وسرقة مقتنيات العمر وانتهاك عرضه في ابشع تمرد لم تشهده الخرطوم لا في غزو المرتزقة 1976 ولا هجوم خليل في 2008م. فلا تحدثونا عن قيم وأخلاق العرب والعجم بعد يومكم هذا. اكتب هذا وانا شاهد حيث كنت اشاهدهم وهم يدخلون بيوت الناس يحملون السلاح في يد والشاكوش في اليد الاخري يركبون عرباتهم بلوحاتهم وزيهم وسحنتهم وكدمولهم يكسرون بيوت الناس ويخرجون كل شئ ثمين.
وخلاصة الأمر أن العلاقة بين المواطن السوداني والمليشيا صارت علاقة دم وثار وقضية شعب باكمله قبل أن تكون امر قتال مع الجيش السوداني. اذن لا يوجد ادني مجال او حديث عن تأييد داخلي للمليشيا وسيظل الشعار الخالد جيش واحد شعب واحد هو الشعار المتمم والمكمل لنشيد العلم نحن جند الله جند الوطن حتي يوم الفرح الاكبر.
اما فيما يلي الدعم الخارجي فهو ان توفر الان فلن يتوفر غدا من دول عميلة لها في كل قضية هزيمة وكفي بالارتزاف واعظا. ويدعم قولنا هذا متي انتصرت مليشيا مدعومة من دول الشر علي جيش دولة سوأ كان ذلك في العالم العربي والإسلامي او الافريقي. كما أن الدول الداعمة للمليشيا لن تصبر عليها كثيرا وهي تري هزيمة المرتزقة في الخرطوم ولن تقبل باي إجراء لاحق بإعلان انفصال دارفور لان عينها علي الموانئ واراضئ الفشقة وذهب بني شنقول فامر دارفور لا يعنيها في شئ وليس لها سابق اهتمام به منذ اندلاع الحرب في العام 2002م.
كما أن فرضية اعلان دولة في دارفور سوف لن تجد اعترافا خاصة أن الفقرة الوحيدة التي يتمسك بها الاتحاد الأفريقي ومجمع عليها هي عدم تغيير الحدود التي تركها المستعمر بل والمحافظة عليها وهو ذات المانع الذي جعل جون قرنق وحركات تمرد دارفور تتحدث عن تحرير السودان وليس انفصال جنوب السودان او دارفور فضلا عن ذلك سيكون الصدام الأكبر مع مكونات دارفور الاخري وهذه عقبة ربما تحتاج الي مقال مفصل وليس منفصل ولكل هذا نقول ان الدعم الصريع ينتقل من ورطة الي اخري في غياب تام للرؤية والهدف والشرعية والشعبية ففي غياب كل هذه المقومات واستحالة توفرها
قد يخسر الجيش السوداني معركة هنا وهناك لأسباب تكتيكية او لوجستية وفي تاريخ الحروب والنزاعات ان الكلمة الأخيرة للجيوش المنظمة بحكم تنظيمها ورسوخ المؤسسية والتراتيبية الهرمية فيها وليس المليشيا المبعثرة القابلة للتصدع والانقسام وفق طبيعة مكوناتها القبلية وافتقارها لمقومات التنظيم التي يحتاجها القتال علي المدي البعيد. فاليعلم القاصي والداني ان تحقيق المليشيا للانتصار بمعناه الواسع والمستدام اعرف تمام ده المستحيل.
د.الرشيد محمد ابراهيم
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالخرطوم.
الأربعاء 8 نوفمبر 2023م