دفع الشعب السوداني ثمناً باهظاً من دماء خيرة أبناءه ومن أمواله واقتصاده ولكن فشلت المؤامرة
طردنا فولكر وأنهينا عمل البعثة الإستعمارية وصرفنا بركاوي من الآخر للأمارات ولمحمد بن زايد. وقبل ذلك تخلصنا من سلطة العملاء الذين استولوا على البلد على غفلة، ثم حطمنا مؤامرة 15 أبريل ودمرنا إمبراطورية آل دقلو ليعودوا إلى حجمهم الطبيعي كمليشيا قبلية في دارفور مجرد مجرمين وسيتم القضاء عليهم في النهاية مثل أي حركة إجرامية. أما الأقليات المغتربة التي تسلطت على الشعب باسم الثورة فقد عادت من حيث أتت؛ مجرد خونة يعيشون في الخارج وسيبقون مشردين لبقية حياتهم التعيسة.
ثورة ديسمبر التي عبر خلالها الشعب عن تطلعه المشروع نحو التغيير فتحت السودان للتدخلات الخارجية وفقدان السيادة والإرادة ولقد جرى توظيفها من قبل أعداء السودان كجزء من الحرب ضد نظام الإنقاذ، وباسم الحرب على نظام الإنقاذ كانت تتم محاربة الدولة في عظمها. فالذي جرى منذ اندلاع المظاهرات في ديسمبر وسقوط النظام هو ضرب مستمر للسودان في سيادته واستقلال قراره وفي أمنه الوطني حيث تم تدمير متعمد لمقدراته باسم تفكيك نظام الإنقاذ وكانوا يُريدون تفكيك الجيش والاستيلاء عليه بالكامل بواسطة عملاءهم ليسقط السودان بالكامل.
لقد دفع الشعب السوداني ثمناً باهظاً من دماء خيرة أبناءه ومن أمواله واقتصاده ولكن فشلت المؤامرة في السيطرة عليه وسيعود أقوى وسينطلق من جديد وقد تعلم الدروس.
الخطأ الذي وقعت فيه كتلة ديسمبر ويُعزى إلى كونها كتلة من السُذّج بطبيعة الحال هو انسياقها وراء دعاية الحرب ضد الإنقاذ كما لو كانت هي حرب الشعب السوداني في حين أن تلك الحرب كانت حرب مجموعة قوى أيديولوجية وسياسية معينة ولبعضها ارتباطات خارجية وتخوض الحرب بالوكالة ضد الإنقاذ والسودان نفسه، وهكذا تحولت الثورة من ثورة وعي إلى ثورة حمقى ففشلت في الانتقال بالبلد وأهدرت الفرصة الهائلة التي أُتيحت لها. السبب الأساسي لهذا الفشل الكبير هو انعدام التوافق، وسبب انعدام التوافق الوطني هو أن العملاء الذين استلموا البلد لم تكن لهم أجندة وطنية وكانوا يخدمون أسيادهم في المقام الأول، وما يزالون حتى اليوم يحاربون السودان باسم محاربة الإنقاذ! هم ليسوا مجرد حمقى وأغبياء ولكنهم خونة وعملاء يخوضون حرباً بالوكالة.
بنهاية هذه الحرب ستكون هذه الفترة قد طويت رغم الأثمان الباهظة التي دُفعت وستبقى العبر والدروس.