عنتر حسن: اسوأ مافي الحرب هو الإعلام المضلل والتشكيك والتخوين
لا بد أن نعي جيدا أن الجيش عندما يخسر مكان أو جولة في أي شبر من أرض السودان فهذا ليس نهاية المعركة، لأن هذا هو طبيعة القتال، لأنه بالتأكيد يكسب في مواقع ويوجعهم في مواقع اخرى، لدرجة أن الجنجويد والمرتزقة الان أصبحوا هم أنفسهم يلبسون ملابس مدنية ويجمعون الأجانب والشماسة والارزقية والهتيفة ليخرجوا في مظاهرات، يطالبوا فيها بوقف قصف الطيران، بعد أن فشل حاضنهم السياسي في استقطاب المواطنين ليطالبوا بتحييد القوة الأكثر فعالية للجيش وهو الطيران، وإظهار أن الخراب الحاصل هو فقط من الجيش ولا يستنكرون الخراب الحقيقي من الطرف الاخر، لذلك نقول إن اسوأ مافي الحرب هو الإعلام المضلل والتشكيك والتخوين للجيش، والجيش يتحرك بصمت وصبر وخبرة وكل جولة في المعركة لهم نصيب من تحقيق انتصارات حقيقية يجهلها الكثيرين. اي مواطن حقاني ليس له مصلحة مع المرتزقة والنهابة يعلم أن الجنجويد يتناقصون وأنهم يجوبون الخرطوم بلا دليل أو هدف، وان كثرة عددهم فقط هو ما كان يطول بقائهم في ارض المعركة، وهم خسروا المعركة سياسيا، وايضا في الارض، وان الخرطوم وبحري وام درمان بدأوا يتنسمون بعض من الحياة. علم العدو ومن يدعمهم ان الحرب الإعلامية القذرة من عدم ذكر أي إيجابيات تحدث على الأرض أو تهوين اي انتصار للجيش أو الاستخفاف به، والحرص فقط على نشر أي مكاسب حتى ولو كان مزيفا للعدو يزرع كثيرة من الاحباط في نفوس المواطنين وبالتالي ينعكس على أرض المعركة، فلا بد أن نعلم أن اي نحيب أو عويل لاعلامهم أو حواضنهم السياسية بوصف الجيش المؤسسة الاولى في خط الدفاع وعرين الابطال بأنه جيش على كرتي او جيش فشنك او جيش فلول، فهنا لا بد أن نتيقن تماما وبلا شك أن الجيش قد اوجعهم في مكان ما، ولكن المشكلة أن أضعف عناصر الجيش في ارض المعركة هي قوة الإعلام وهذه ثغرة لا بد من سدها لتعجيل الانتصار.
د. عنتر حسن