رأي ومقالات

محمد أبوزيد كروم: مؤامرة الإمارات الجديدة على السودان عبر بوابة الايقاد!!

-صبيحة يوم انعقاد قمة رؤساء دول وحكومات الإيقاد الطارئة التي عقدت بجيبوتي صباح أمس الأول السبت، سألت ضابط رفيع بالقوات المسلحة وبكابينة القيادة عن توقعاته للقمة المنتظرة ومخرجاتها، كان رد الضابط الرفيع في جملة واحدة فقط (أن الحلول الخارجية تحتاج إلى نجاحات في الميدان).

– من واقع إمكانيات الجيش وقدرات تحركه فإنه يستطيع أن يفعل الكثير في ميدان معركة الخرطوم وخارجها، يمكن للجيش والقوات المساندة أن تنتشر وتنفتح في الخرطوم لمحاصرة بقايا المرتزقة والجنجويد وتحقق نصر ميداني كاسح في وقت وجيز ولكن!!

– معطيات الميدان وما حدث أخيراً بجبل أولياء وغيرها تؤكد أن هنالك رغبة لقيادة الجيش في حل تفاوضي دون حسم بين طرفين في إحدى المنابر الخارجية!!

-ذهب البرهان إلى جيبوتي في قمة رئاسية مهمة ومنقوصة من رؤساء مهمين مثل سلفاكير ووليم روتو وموسيفيني، وبحضور من المبعوث الأمريكي ” مايك هامر” ومبعوث الأمم المتحدة “رمطان لعمامرة” هذا ما كان منشوراً عن شكل القمة والتمثيل.

-لا يخفى على أحد ضعف الايقاد وعجزها المعلوم، ولكن ظن البعض أنها ستكون بديل مقبول ومكمل لمنبر جدة المتعسر، ولكن الصحيح أنها كانت خطة بديلة لإكمال المطلوب في السودان مستغلين ضعف الايقاد وفقر قيادتها.

– لقد كان البيان الختامي للايقاد الذي رفضه السودان قمة في الانحطاط والسفاهة، بيان صادر من دولة الإمارات كاملاً .. يبدو أن الإمارات وفي سبيل تحقيق مشروعها في السودان غير مهتة بإتهامات وتحركات السودان العلنية ضدها، هي ماضية في مشروعها وأخر ذلك دفعها للأموال لدولة جنوب السودان كما فعلت مع تشاد.. لقد حمل بيان الايقاد نقاط خطيرة، والتي علقت عليها الخارجية السودانية بالرفض وقالت إن السودان غير معني بها حتى تقوم الرئاسة بتصحيحها وفقاً لملاحظات السودان؛ وهذه أبرزها:

– حذف الإشارة لمشاركة وزير الدولة بالخارجية الإماراتية؛ لأن ذلك لم يحدث.
– حذف الإشارة لمشاورات رؤساء ايغاد مع وفد الدعم السريع، لأن البرهان لم يشارك فيها وهو أحد رؤساء إيغاد.

– تصحيح ما ورد بشأن موافقة البرهان على لقاء حميدتي.
– تخيلوا أن أعلاه نقاط صادرة من بيان ايقاد المرفوضة من قبل السودان!!

– يحمل البيان حضور وزير إماراتي ومشاورات رئاسية مع وفد التمرد، وموافقة من البرهان للقاء قائد التمرد.. وكل هذا بحسب بيان الخارجية السودانية لم يحدث!! أليس هذا عهر وفسوق غير مسبوق من قادة إيقاد!! أم ماذا نسميه!!

– بهذا تكون ايقاد قد اصبحت في اعداد الموتى بالنسبة للسودان .. وهي منظمة فاشلة غير موثوق فيها، وعلى السودان أن يتخذ قرار حاسم تجاه وجوده فيها فوراً.

– السؤال الأخير والمهم في ظل ما نعيشه من اضطراب شامل، هل كانت تعلم القيادة السودانية خفايا وكواليس ما جاء في بيان الايقاد ؟ أم أن الإيقاد قد كشفت مخططها الخبيث لوحدها!! أم أن الصحوة الإعلامية والشعبية ضد ما يحاك قد كشف المستور وساقه للعلن..
– على الجميع أن يعلم أن بعد الذي حدث للسودان والسودانيين لم يعد ممكنا العودة إلى ما قبل 15 أبريل وأنه مهما وضعت من خطط لن يتشكل واقع جديد يصطحب أحلام الأشخاص في السلطة على حساب الثمن المدفوع .. على القيادة أن تفهم ذلك وتمضي في الحلول المشروعة التي يقبلها الشعب السوداني حتى تنجو بنفسها.. فالعب صار على المكشوف في الميدان المحروق!!

محمد أبوزيد كروم