الحقيقة أن هذا السودان مليئ بالمؤامرات السرية وشبه العلنية في وضح النهار
المؤامرة ونظرية المؤامرة:
في الخطاب السوداني العام نلاحظ أستعمال مصطلح نظرية المؤامرة في مكانه وكثيرا في غير مكانه. ونلاحظ جهودا أكبر تستدعي “نظرية المؤامرة” للتغطية على مؤامرات حقيقية يتم تنفيذها بعين قوية لا تختشي تحت ستار تسمية أي تحليل رصين تدعمه الشواهد “نظرية مؤامرة”.
الحقيقة أن هذا السودان مليئ بالمؤامرات السرية وشبه العلنية في وضح النهار. أن الوجود الحقيقي لنظرية المؤامرة لا يعني أن كل تحليل غير مريح يمكن إستبعاده كنظرية مؤامرة ما لم يتم الرد علي شواهده ودحض حجته واثبات خطلها بالحقائق والمنطق المبين.
كما أن تخوين الشريف مذمة وعيب أخلاقي ولكن كذلك من العيب التستر علي ألخائن تحت ستار لا أخلاقية التخوين.
نعم لحماية الشرفاء من التخوين العشوائي الجزافي. ونعم لتخوين من ثبتت خيانته. ولا لحماية ألخائن بدعوي عدم التخوين.
قال الشيخ الأكبر نعوم تشومسكي: “لا يوجد شيء أبعد عما ناقشناه من نظرية المؤامرة. إذا قمت بتحليل النظام الاقتصادي، على سبيل المثال، وأشرت إلى أن جنرال موتورز تحاول تعظيم الربح وحصة السوق – فهذه ليست نظرية مؤامرة؛ هذا تحليل مؤسسي لا علاقة له بالمؤامرات. هذا هو بالضبط المعنى الذي نقصده عندما نتحدث عن وسائل الإعلام. إن مصطلح “نظرية المؤامرة” هو أحد المصطلحات التي يتم طرحها باستمرار، وأعتقد أن هدفها وتأثيرها المقصود هو ببساطة قمع التحليل المؤسسي.”
ورد عن النبي محمد : “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.
معتصم أقرع