2023.. حصاد عام بقطاع الطيران السوداني
والعام 2023 يلوح بالوداع ويطوي صفحات ساعاته الأخيرة فإن قطاع الطيران بالسودان لايمكن أن تسقط عن ذاكرته أحداث شهدها هذا العام الذي كانت أيامه قاسية عليه،وأكثر الناس تشاؤماً لم يكُن يتوقع حجم الدمار الذي شهده هذا القطاع منذ الخامس عشر من أبريل الذي شهد تمرد قوات الدعم السريع.
كل شئ حتى الرابع عشر من أبريل كان يمضي في قطاع الطيران السوداني في تصاعد وتطور… إستئناف سودانير التحليق نحو جدة السعودية.. عودة قوية لصن اير.. إضافة بدر وتاركو طائرات حديثة لاسطوليهما بتسجيل سوداني وإفتتاح المزيد من الوجهات الخارجية.. تأهيل وتطوير عدد من المطارات الولائية.. جذب المزيد من شركات الطيران العالمية لسوق السفر السوداني..إقبال من الشباب على أكاديميات الطيران.. تدريب وتأهيل المزيد من الكوادر خارجياً.. تواجد دولي.. وغيرها من نجاحات كانت تمضي في تصاعد في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
وبصورة مُباغتة لم يتوقعها منسوبي هذا القطاع بدأ كل شئ في الانهيار..إستشهاد 12 من منسوبي الطيران.. خروج تسع مطارات عن الخدمة.. تدمير أكثر من 20 طائرة ركاب وشحن.. ذهاب 80٪ من الموظفين والعمال بالقطاع الخاص والعام بالطيران إلى إجازة مفتوحة وفقدان آخرين لوظائفهم.. انخفاض اسطول بدر وتاركو إلى 8 طائرات بعد أن وصل إلى 27 طائرة قبل 15 أبريل.. تدمير البنية التحتية لشركات الطيران والمناولة الأرضية بمطار الخرطوم.. توقف صن اير.. غياب سودانير طوال 8 أشهر وعودتها نهاية العام.. مصير مجهول لنوفا، ألفا، الطائر الأزرق وغيرها من شركات طيران وطنية.
بالإضافة الي توقف شركات الطيران العالمية عن عبور الإجواء السودانية وبالتالي فقدان رسوم العبور.. تدمير أجهزة الملاحة بالمركز الرئيس بالخرطوم من قبل قوات الدعم السريع.. توقف رحلات شركات الطيران الأجنبية إلى السودان بإستثناء المصرية التي عادت بعد 6 أشهر من التوقف.. إرتفاع غير مسبوق في أسعار التذاكر.. والي آخره من الأضرار التي لم يتم تقديرها مادياً حتى الآن من جهة مستقلة ومختصة .
ورغم ما حدث إلا أن القطاع حافظ نسبياً على وجوده عبر تسييّر الرحلات من مطار بورتسودان وبالتالي إستمرار تواصل السودان جوياً مع العالم الخارجي، قد تكون الخسائر المادية فادحة إلا أن القطاع مايزال يمتلك الكوادر البشرية المؤهلة التي يمكنها أن تسهم فى إعادته مجدداً مثلما كان متى ما توفرت الإمكانيات المادية المطلوبة ومتى ما عاد الإستقرار إلى البلاد.
رصد:طيران بلدنا