السفير عبد الله الأزرق يكتب: 📍التسويف واحتقار عقول السودانيين
ما من قاتل مجرم إلاّ ويبتليه الله بالحزن والغم. وهذا ما رأيناه على حميدتي.
فقد ظهر مهموماً مغموماً، ضامر الجسد مُسْوَد الوجه!!
كيف لا وقد قُتل جراء إجرامه الألوف، وشرد الملايين، ونُهبوا، واغتصبت نساء بعضهم!!
وظهرت قحت العملاء بنفس الهُزال، وتبخرت منهم تلك العنتريات الكذوبة.. واكتنفهم الهم والغم من مستقبل تعيس ينتظرهم؛ كله تشرد بالمنافي، ولا أمل فيه بعودة للسودان.
سيبقون حَيْثُ الديمقراطية الدرهمية النهيانية مع بن زايد. بن زايد الذي يُحْصي ذرات الأكسجين التي يتنفسها الناس في الأمارات. أو سيقبعون في أي ديمقراطية دولارية أخرى.
ولأنهم استغشوا ثيابهم، ومازالوا في ضلالهم القديم المستهدف للجيش، عادوا فقالوا في وثيقة عار أديس:
“وإعادة تأسيس القطاع الأمني للوصول إلى جيش مهني واحد وخروج العسكريين من النشاط السياسي والاقتصادي”.. أليس هذا عين ما قاله الاتفاق الإطاري المشؤوم؟؟
ولم ينصوا على خروج المليشيا المرتزقة من بيوت المواطنين، بل قالوا:
“تهيئة الأجواء لعودة المواطنين للعودة لمنازلهم”!!
مما يعني: اسكنوا يا متمردي المليشيا حيث أنتم إلى أن “تتهيأ الأجواء”!!
وبالطبع لم يدينوا قتلها ونهبها وتدميرها.
ولم يقولوا شيئاً في وثيقتهم عن عروضٍ انتُهكت وحرائر سُبِيْنَ!!
بالله، هل هؤلاء رجال؟؟؟
وعلمتُ أنه بعد أن وقعوا وثيقة عار أديس؛ التقى بهم حميدتي، وأذلهم واحتقرهم وتفّهَهمُ..
وعيرهم بالضعف والهوان..
واتهمهم بعد الفعالية وعدم فعل أي شيئ لدعم حربه.
هذا رغم تبريرهم لشهور لكل مخازيه وفظائعه!!
سألوه أن يكف أيدي النهابين من جنوده .
فقال لهم: إنه لا يستطيع؛ لأن هؤلاء هم (الكسّابة)، أي الذين يكسبون من الحرب بالنهب!!!
هذا مستوى فهمه.
وهذا ما كسبه من ادعوا المعرفة من حلفهم مع جاهل مجرم قاتل يبيح النهب.
فلبئس ما كسبت أيديهم.
ويكذبون.. ويتناقضون.. فيدعي مولاهم التاج المُمَشّط أنه وعدهم بإرجاع الحقوق.
تسعة عشر نفر يفسدون ولا يصلحون!!
غيبت عقولهم العمالة والارتزاق!!
وبعضهم انضافت الخمر لعقول غائبة فزادتهم ضلالاً.
وهم في سكراتهم يعمهون، يظنون أنهم يمكن أن يتحدثوا باسمنا!!!
من فوضكم ومن انتخبكم؟؟
وكعطاء من لا يملك لمن لا يستحق وقعوا وثيقة العار التي قالت بتشكيل لجنة “لرصد الانتهاكات وتحديد المسؤولين”!!
والقاتل بينهم والضحية هي كل الشعب!!
ولا يزال المجرم يمارس إجرامه أمام أعينهم اليوم في الجزيرة وفي الجنينة وغيرها.
يريدون تبرئة سيدهم الذي يطعمهم ويسقيهم.
لم يقولوا لنا عن خسارة الدولة والمواطنين بمليارات الدولارات.
ولم ينبسوا ببنت شفة عن سوء سمعة وتدهور صورة بلد فقد أهم ما كان يميزه وهو استقرار مواطنيه وأمنهم!!!
وخرج الدقير ليرضي ولي نعمته، فقال:
“حميدتي هو الأنسب لقيادة السوداني المرحلة المقبلة”!!
وإمعاناً في استعادة الضلال الذي كانوا يروجون له، كرر القول القديم:
“والمرحلة القادمة تحتم علينا دمج الجيش في الدعم السريع”!!
لاحظ: “دمج الجيش في الدعم السريع!!!
يريد أن يولي علينا قاتل مجرم جاهل!!!
أي تسويف واستهبال واستغفال وأي احتقار لعقول الناس هذا!!
لقد استعاد الشباب وعيه، فانتظم في صفوف المقاومة الشعبية، وهو ينتظر المتمرد وأذياله ليذوقوا وبال أمرهم، وليدركوا أن عاقبة أمرهم غدت خُسرا.
هؤلاء الشباب استيقظوا..
يريدون أن يثأروا للمغتصبات؛ لأنهم رجال، وليسوا مثل شرذمة العملاء والمرتزقة، الذين قتلتهم الدياثة فمالأوا مغتصب نسائهم وفتياتهم العفيفات.
سيسمع الناس قريباً أن محكمة الجنايات الدولية ICC ستستدعي هذا المجرم وأتباعه من القتلة، وستضيق عليهم الأرض بما رحبت.
وهذه معلومة.
سيُسألون عن غدرهم بالمساليت، وعن قتلهم ودفنهم للأبرياء، بما فيهم الوالي خميس أبكر، والتمثيل بجثته، وعن سبيهم للحرائر واغتصابهن… وغير ذلك كثير.
وعندها سيدركون أن الأمارات لا تملك لهم نفعاً، وأنها لن تقوى على دفع الضُرّ حين يمسهم.
عجبت واستحييت حين رأيت هذه الشرذمة القذرة تصفق لجاهل قاتل، وهي تعلم أنه مثلهم كذوب.
لقد صدق أهلنا يوم قالوا: “القلم ما بزيل بَلَمْ”.
أما إذا انضافت دراهم بن زايد ودولار الخواجات، فإن القلوب تعمى.
لم يبق سوداني واحد لم يتضرر من المليشيا المجرمة وحلفائها في قحت، التي غيرت جلدها في أديس كما تغير الأفعى جلدها، واتخذت لها اسماً كذوباً جديداً.
قالوا وقال حميدتي: إنهم يريدون أن يتفاوضوا لتحقيق السلام!!!
يريدون تغبيش الوعي مرة أخرى.
وماذا عن نكوصكم عن اتفاق جدة، الذي نصّ على إخلاء بيوت المواطنين والمرافق المدنية؟؟
هل تظنون أن الشعب نسي تصنيفكم كمجرمين؟؟
ليس من تفاوض مع مجرم قاتل.
القاتل يحاكم، ويُقتل جزاءً وفاقا.
من سيصدق أن كل النهب والقتل والاغتصاب قام به “متفلتون”؟!!
وهل احتلال بيوت المواطنين التي تنطلق منها قواتك للقتال اليوم عمل متفلتين؟؟
وماذا فعلت لتكفّهم عن بغيهم؟؟
وإذا كان الذين يصفقون لك نفاقاً وابتغاء دولارات يمررون هذه الأكاذيب؛ فهل تظن أن الشعب الذي خرج لقتالكم يصدقها؟؟؟
وأعظم ما في احتشاد الشعب الآن أنه خرج لملاقاتكم بلا لافتات سياسية وبلا انتماءات حزبية.
احتشدوا كوطنيين.
وما أعظمه من انتماء، وما أسماها من راية.
ولن تمر البروباقاندا الخبيثة التي تريدون عبرها تلوين هذا الاحتشاد باسم الكيزان مرة، وباسم الفلول مرات.
لقد بارت تجارتكم الكاسدة هذي.
لقد عرف الناس أن هذا خطر إحلالي استيطاني يستهدفهم جميعاً، ولا يفرق بين ألوانهم السياسية، فخرجوا له متجردين، اللهم إلاّ من ثوب الوطنية القَشِيب.
أيام غدره الأولى كان يقول: إن حربه ضد علي كرتي وأسامة عبد الله.
وبالأمس كان يقول: إنه يحارب لينقذ السودان من البرهان!!!
ما أحَطّك، وما أكذبك.
لقد “فاتكم القطار” ولا مقام لكم بيننا.
نهبتم المال العام والخاص عبر لجنة التمكين، بشهادة ثلاثة وزراء مالية.
وتخابرتم مع السفارات، والاعتراف سيد الأدلة أيها السفيه سفارات.
والملفات موجودة، والمحاكم موجودة، ومن بعدها السجون أو المشانق.
هذا إن أبقتكم الجماهير لتصلوا المحاكم.
لقد احتشد الناس أفواجاً في المقاومة الشعبية، وكل يوم هي في ازدياد..
فويل للذين طغوا، وبغوا، وتجبروا، ولكل من ناصرهم.
وفي هذه المعركة كل من يخذّل ويدعم المجرمين بتغريدة فهو معهم؛ وينبغي أن يُستأصلوا؛ لأنهم في الجريمة مشتركين .
السفير عبد الله الأزرق