🔴 المفارقة الواضحة هي أن الميليشيا تنتقم من الشعب السوداني وليس من الكيزان
صفوة سياسية أغرب من الخيال:
هناك ميليشيا تجتاح المدن وتنهب وتغتصب وتدمر ويتم سكوت نسبي عنها. وعندما يتحدث المدنيون العزل الذين لا هم كيزان ولا جيش عن تسليح ذاتي للدفاع عن النفس والدار والاهل يتم اتهامهم ببذر بذور الحرب الأهلية في تغاض شبه تام عن دوافع الدعوة لحمل السلاح.
وهكذا يصبح من يود الدفاع عن النفس من مشعلي الحرب الأهلية حتي لو كانت دعوته للدفاع عن الدار داخل حدودها وليس الخروج عن مدنه وقراه لمهاجمة أخرين في عقر دارهم.
الدفاع عن النفس حق أخلاقي وقانوني وطبيعي لأي شخص. ومع ذلك من الممكن التشكيك في حكمة الدعوة إلى السلاح لكن الدفاع عن النفس يبقى حق إنساني. لو قرر أحد أن يضرب وجهه بهية بمبي لا يمكن أن أشكك في حقه في الفعل ولكن من الممكن نصحه بان يتريث أو لا يفعل من غير تجريم.
من الممكن لأمين وطني أن يحذر من الاندفاع إلى السلاح ولكن لا يمكنه إلقاء سنبهار إتهام ضد من يفكر في الدفاع عن داره وقراه بشن أو التمهيد لحرب أهلية وفي نفس الوقت يتم تغييب دور الميليشيا التي أرعب عدوانها البلاد بأكملها. فهكذا خطاب هو آخر إفلاس أخلاقي لقطاعات كبيرة من الطبقة السياسية السودانية.
لا يتذكر هذا الخطاب المخاتل أن تفادي الحرب الأهلية يتم بمطالبة الميليشيا (أو الضغط عليها )بعدم مهاجمة القري والمدن وتوسيع ميدان الحرب وان تكف عن إستهداف المدنيين في دارهم ومالهم ومركباتهم وأجسادهم. وانه في حال قيام قيامة حرب أهلية فان السبب الأهم لاندلاعها ليس حق الدفاع عن النفس وإنما عدوان ميليشيا ممولة من الخارج وتتمتع بالدعم الاعلامى من جهات تحلم بالصعود إلي السلطة علي راس رمحها أو تسعي لان تنتقم من أعدائها الكيزان ببندقها.
ولكن المفارقة الواضحة هي أن الميليشيا تنتقم من الشعب السوداني وليس من الكيزان ولكن تلك الشريحة من الطبقة السياسية لا تأبه إذ أنها قد فارقت ميدان الحقيقة والمنطق ودخلت في ميدان التلفيق والتبرير عديم الحياء من أسع أبوابه.
معتصم أقرع