عنتر حسن: اعذروا الفاضل الجبوري

كل السودانيين من الشمال والشرق والغرب والجنوب كانوا يستمعون إلى مقاطع الفاضل الجبوري ابن كردفان بشغف وحب وامتنان، فقد كان كلامه يلامس حسهم الوطني وكان ينبذ العنصرية ويهاجم دعاة الكراهية والقبلية، يدافع عن مؤسسة القوات المسلحة ويدافع عن الشمال والشرق والجنوب وكان صوت الحكمة والمعرفة العميقة بأحوال السودانيين بمختلف قبائلهم والراي الراجح الصائب والموضوعي الحكيم بكلمات بسيطة وامثال شعبية متأصلة في مجتمعاتنا، وكان يحبه الشمالي قبل الغربي وكان بحق من حكماء السودان، وأنا أستغرب من هجوم الناس عليه هذه الايام بسبب الحيادية او الميل للجنجويد في بعض المواقف، ونحن بالطبع لاندري سبب هذا الموقف بعد أن كان مبدأه الوطني واضحا، لان هنالك فقه في الشرع يسمى فقه الاكراه، وهو نفس الموقف الذي جعل من الكوز انس عمر القيادي بحزب المؤتمر الوطني بشخصيته المقاومة والمصادمة أن يكون خائفا ويقول أنه هو من اشعل الحرب ومن كان يامر اللجنة الأمنية للجيش، وكان على استعداد تام في أن يقول انه هو من يأمر البرهان ويعطيه التعليمات، وهو نفس الموقف الذي جعل محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون والتنمية يقول على الملأ انه ياتمر من امير الدواعش في حركاته وسكناته وكان مستعدا أن يقول انه تغدي مع ابوبكر البغدادي قبل الحرب بيوم، وكيف لنا أن نعذر الاسرى والمكرهين في تصريحاتهم ولا نعذر الفاضل الجبوري في موقفه، فربنا سبحانه وتعالي أعطى رخصة في حالة الاكراه في أن يقول الصحابي ياسر بن عمار رضي الله عنه كلمة الكفر فما بالنا لا نعذر الفاضل الجبوري في حياديته وتغيير موقفه السياسي وهو من مشاهير و اعيان المنطقة وفي أرض المعركة وفي متناول ايدي الجنجويد في أي لحظة ..
د. عنتر حسن