ايمن كبوش: والي سنار.. (لابس صديري)
# عادت العلاقة بين انسان ولاية سنار.. والاخ الصديق (توفيق محمد علي)، والي الولاية المكلف، الى قمة التوتر والجفوة من جديد.. وذلك مرد اسباب عديدة.. كان فيها اداء الاخ الوالي، صفرا كبيرا، لا يستحق غير الشفقة والحسرة.
# اهم اسباب التوتر والجفوة، بطبيعة الحال، ذلك الملف الامني والعسكري الذي جعل انسان سنار (واجفاً) ما بين الترقب والانتظار ومغالبة سوء الاحوال الذي تعيشه انحاء واسعة من رقعة جغرافية عزيزة كانت آمنة وبدل الله أمنها الى خوف وجزع وهلع، هذا ما يحدث حاليا في قرى مصنع سكر سنار، تلك القرى الوادعة المتاخمة لولايتي الجزيرة والنيل الابيض، اذ مازالت المليشيا المتمردة العابثة (تسرح وتمرح) وسط الاهالي العزل، وجيش اللواء الركن الدكتور (ربيع عبد الله ادم عبد الله) قائد المنطقة العسكرية، المشرف على متحركات تحرير ولاية الجزيرة من بوابتها الجنوبية، على بعد امتار قليلة من ارض الانتهاكات والفظائع التي يمارسها (شماسة) الدعم السريع الذين يشبهون هوام الارض سلوكا وصفاتا، وهم لا يحملون انواطا ولا نياشينا ولا شهادات دراسات عسكرية عليا في ايٍ من الكليات الحربية، ولم يأخذوا دورات حتمية، ولكنهم يمارسون رجالتهم هذي، على العزل الابرياء من اهلنا الطيبين في قرى غرب سنار، وسط احتشاد غريب من القوات النظامية والمقاتلين من كل جنس ولون وسارية، داخل مدينة سنار التي تحولت الى منطقة عسكرية كاملة العدد، تمور بالمتحركات والاليات والمدافع والصراخ ما بين جلالات قوات الدفاع الجوي (داجو 265) واستعراضات قوات الفرقة 17 مشاة سنجة، بينما ترسم النتائج على الارض مليون علامة استفهام ومليون صورة كالحة من الاهمال وعدم المسئولية.
# اعود الى الاخ (توفيق محمد علي) ابن (ود النيل) الذي خلف الجنجويدي (العالم ابراهيم)، الذي فيما يبدو (زادت طموحاته) مؤخرا فأراد ان يتحول من خانة التكليف الى والٍ بالاصالة، متخذا من (استهبال) ولاة العهد القديم في وسائل تقربهم من اهل الحل والعقد والقرار، مطية لبلوغ هذه الغاية وذلك بعملية (تكسير الثلج) الاخيرة للمركز بتسيير قافلة اسناد للقوات المرابطة في منطقة وادي سيدنا العسكرية بام درمان، مع ان بيت الحكمة السوداني مازال يحتفظ بمقولات موحيات على شاكلة (الزاد كان ما كفى ناس البيت.. يحرم على الجيران)..
وصديقنا (توفيق) محاط بأنين النازحين من جحيم الخرطوم والفارين من ماسأة مدني ومحرقة انتهاكات قرى السكر، وهناك اصوات المعوذين والمساكين ومن تقطعت بهم السبل الذين يحيطون بسنار احاطة السوار بالمعصم، ورغم ذلك لم يجد الرجل ادنى حرج في ارضاء المركز على حساب ولايته التي ان سألنا اقرب موظف فيها او عامل مسكين عن احوال الرواتب ومعاش الناس وعلاقة الوالي بأحوال رعيته، لسمعنا عجبا، ولكن السيد (توفيق) يصرُ على ان يلعب دور (العريان اللابس صديري) لا يسمع طنين الجوعى في مراكز الايواء ولا انين الجرحى في مشافي المدينة وغياب الاكفان لستر الموتى.
ايمن كبوش