رأي ومقالات

نعم للتفاوض وإيقاف والحرب في السودان ولكن

*من المقولات الخالدة (إن أردت السلام عليك الاستعداد للحرب) إما إن كنت في حالة حرب فليس أمامك غير أن تحارب حتى تحقق السلام بالإنتصار أو بإجبار العدو على التفاوض لإيقاف الحرب*

*هناك فرق شاسع بين السلام والاستسلام فالسلام يتحقق في حالة التوافق بين طرفي القتال على وقف الحرب وفق معطيات الميدان والمتقدم ميدانيا يحصل على بنود افضل خلال التفاوض أما الإستسلام فهو إذعان المهزوم لشروط المنتصر بالتسليم الكامل مقابل وقف القتال*

*بعض دعاة التفاوض وإيقاف الحرب والذين يوجهون تلك الدعاوى بشكل مباشر للجيش يعتبرون الجيش معتديا على الدعم السريع وعليه أن يوقف ذلك حتى يتحقق السلام للناس!*
*بعيدا عن جدل من أطلق الطلقة الأولى في يوم ١٥ ابريل فالحقيقة أن قوات الدعم السريع كانت قد احتلت القاعدة الجوية للجيش في مروي في ١٣ ابريل وكان على الجيش القتال للدفاع عنها ولتحريرها ولكن قيادة الجيش تركت معالجة تلك الأزمة للجنة خفض التوتر المكونة من قوى الحرية والتغيير وهذه الحقيقة الناصعة تؤكد أن الدعم هو من بدأ الحرب في ١٣ ابريل عندما احتل قاعدة مروي الجوية ولقد استمر في احتلال مواقع الجيش حتى قال قائده بأنه لم يبق لهم إلا السيطرة على القيادة العامة والمدرعات وفي كل تلك الحالات كان الجيش يدافع بل وينسحب من مواقعه حتى لا تتعاظم الخسائر*!

*مع تزايد اعتداءات الدعم السريع وخسارة الجيش لمواقعه ذهب الأخير لمنبر جدة مفاوضا و باحثا عن السلام وكان طلب الجيش الرئيس في جدة هو خروج الدعم السريع من بيوت الناس أولا وكانت استجابة الدعم بالموافقة وبشهادة الوساطة على ذلك ولكن -*!

*ولكن آلاف الشفاه همست في اذن الدعم السريع بعدم تنفيذ الخروج من المنازل والتسويف بمطالب أخرى لم تكن من ضمن اختصاصات منبر جدة ولا من بنود اتفاق ١١مايو*!

*أن الجيش ليس ضد التفاوض وليس مع الحرب فقط لإنهاء تمرد الدعم بدليل ذهابه المعلن الى جده وسعيه للسلام في غيرها من المدائن -سلام وليس استسلام كما يريد البعض ويتمنى ويعمل ويفكر !*

*نعم للتفاوض ونعم لإيقاف الحرب ولكن أول شروط ذلك خروج الدعم من بيوت الناس وإيقاف استهداف المدنيين في أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم وما لم يوافق الدعم على ذلك على الجيش أن يقوم بواجبه في الدفاع عن الناس وحمايتهم بمقاتلة الدعم السريع حتى يهزمه أو يحمله على التفاوض المشروط بالخروج من بيوت الناس ووقف التعدي عليهم*

*كما قلت من قبل – لا لحرب حميدتي ونعم للتفاوض لإنهاء التمرد ولكن نعم أيضا للقتال دفاعا عن الأرواح والاعراض والممتلكات وهى اشياء لا تشترى!*

*أن الجيش وهو في وضع أفضل ميدانيا اليوم ويتقدم بشكل ملحوظ على حساب التمرد لا يرفض التفاوض ولا يشترط غير تنفيذ ما اتفق عليه قبلا للإنتقال للصفحة التالية فمعا للطلب من حميدتى ايقاف الحرب وتنفيذ اتفاق ١١مايو لإستئناف مفاوضات جدة حتى ينتهي التمرد ويتحقق السلام للجميع*

*بقلم بكرى المدنى*