رأي ومقالات

نزار العقيلي: (من هو الإنصرافي ؟؟)


من بداية حراك ديسمبر و لحدي الان كل الناس بتسألني عن الإنصرافي .. صرفة ده منو ؟؟ و شايت وين ؟؟

في الحقيقة ما حصل جاوبت على زول خالص و تحديدا الإنصرافي ده الناشط الوحيد الما اتكلمت عنه خالص لا ايام الثورة ولا ايام الحرب .

و للامانة ما حصل سمعت لايف كامل للإنصرافي إطلاقا” .. كنت بسمع ليهو مقتطفات من تسجيلاته على الصفحات الاخرى و كنت بستمتع جدا” لجزء كبير منها و خاصة البيكون محتواها ساخر .. و لامن بدت الحرب بين الجيش و المليشيا اتفاجأت بانو الإنصرافي حظرني رغم إني ما حصل علقت ليهو في لايف او انتقدت طرحه في بوست خالص .

يلا في البوست ده ح اوريكم الإنصرافي ده منو ؟؟ جهز كباية قهوة نص كباية بدون دواء و تعال .
ما ح احدد ليكم هويته الحقيقية و اقول ليكم الانصرافي ده فلان الفلاني ذي ما عملو نشطاء (قحط ) لانو لو عملت كده ح اكون ضلالي ساكت ما عندي فرق من القحاطة .

من خلال استماعي للانصرافي في كم تسجيل خلال السنوات الاخيرة وصلت لمؤشرات كتيرة ممكن تخلينا نكون قريبين من حقيقة صرفة .. في البداية كده لازم نعرف إنو الإنصرافي ده زول ذكي و موهوب جدا” و نجح في إنو يرسم صورة ذهنية مختلفة لدى الناس بإختياره للأسم ( الإنصرافي ) و ذي ما بيقولو اهل الصحافة إنو العنوان اهم حاجة في المقال .. الانصرافي نجح في إختيار الأسم نجاح كبير جدا” و اثبت انه زول ذكي جدا لامن اخفى صورته و حقيقته عن الجميع و بي كده قفل ابواب كتيرة جدا” مهمة و فتح ابواب إنصرافية .. خلانا نستمع لرأي و تحليل زول سوداني و بس .. مافي طريقة لانتقاده جهويا” او قبليا” عشان نقول صرفة شايقي او نوباوي او من حي الخليج بورتسودان او من بحري الدناقلة .. صرفة اختار إنو يكون سوداني و بس .. لو كان ظهر بي وشو الحقيقي ما كان ح يلتف حوله اغلبية الشعب السوداني و توصل رسالته للجميع .

كمان بيظهر ذكاءه الشديد في التمويه على توجهه الحقيقي .. ما بخليك تقدر تقول يساري رغم إنو بيقدس شعراء شيوعيين و بيتناول ادبيات اليسار و لا بتقدر تقول إسلامي متشدد لانو سجارته قصبة و كل كلمتين تلاته بيقول ليك ( اكتح ) الموية الجنبك و اكتح اي حاجة زاتو .. قلت ليكم الزول ده ذكي جدا” .. رسم لينا شخصية سودانية كاملة الدسم .. شخصية السوداني الملتزم بدينه و اخلاقه و قيمه و متفقه في الدين و السيرة النبوية و في نفس الوقت متزوق جيد للفن و الموسيقي .. بيحب الحوت و القدال و مصطفى سيد احمد و بيرقص مع ندى القلعة و يطير مع رق ميادة قمر الدين و بيستمتع باندياح داليا الياس و يترنم مع وردي و يهجج مع هبة جبرة .

صرفة بكل ذكاء استطاع انو يعرف مشكلة الشارع السوداني مع النخب السياسية .. عرف إنو المشكلة في لغة ( الخطاب ) .. عرف إنو لغة الخطاب بتاعت النخب لغة عالية ما بتنفع مع رجل الشارع السوداني .. لغة بتاعت نخب و مثقفاتية خالقة فجوة كبيرة بين رجل الشارع البسيط و النخب السياسية فاختار اللغة السهلة و الإسلوب البسيط في التحليل و طرح الرؤى و خاطب بيها الناس و خطف قلوبهم و عقولهم .. ممكن مقال صغير او مقابلة تلفزيونية للبروف جلال هاشم يحلل و يلخص فيها موضوع مهم و يكون صائب في رؤيته و تحليله لكن رجل الشارع العادي البيمثل اغلبية ما بضيع زمنه مع لغة المقال او اللقاء التلفزيوني .. فلامن يطلع الانصرافي يتناول نفس الموضوع فاذا اصاب او اخطاء ح يكون هو الصاح في نظر المستمع لانو اتناول الموضوع بي بساطة و بي لغة مفهومة للعامة عشان كده استطاع الإنصرافي انو يخلق جمهور من الحبوبات و ربات البيوت و المثقفاتية و عمال المواني و الاطفال و الباعة المتجولين و الكماسرة و السواقين و الافندية و العساكر و الضباط .

باختصار كل فئات و شرائح المجتمع السوداني .. انا في زيارتي الاخيرة للسودان شاهدت ( طبالي ) في كسلا مكتوب فيها الإنصرافي و شاهدت حافلات مواصلات عليها صور الانصرافي في عطبرة و لقيت ناس القضارف عندهم سجاير اسمو ( بون ) لكن مسمينو ( صرفة ) .. ده إجماع مدهش جدا و ما اظن حمدوك لقاهو في عز شعبيته الأولى .

من خلال استماعي القليل للانصرافي قادر احلل حاجات كتيرة ممكن اكون صائب و ممكن اكون مخطئ فيها .. اول حاجة هي الصوت .. و الانصرافي عنده صوت مميز و صوته ده من الاسباب الرئيسية في شعبيته لانو صوت إذاعي مميز و زمان كانوا الناس في القرى و الحلال بينومو بالراديو مع صوت ليلى المغربي و بيستمتعو بنشرة اخبار الجزلي و الفاتح الصباغ من غير ما يشوفو اشكالهم .. و الانصرافي عنده خامة صوت ساحرة جدا” بتجذب البنات قبل الرجال .

اها خامة صوت الانصرافي دي ما بتتوفر الا عند اشكال محددة من الناس .. امثال الاستاذ غسان عثمان بتاع ( الوراق ) يعني يستحيل تلقاها عند زول سمين منتفخ الاوداج .. بتتوفر عند الناس الضعيفة و تحديدا” عند الناس البتكون عندهم تفاحة ادم بارزة بشكل ظاهر امثال الإذاعي الكبير الفاتح الصباغ فبالتالي اي كلام عن انو الانصرافي هو ود السماني ده كلام ما عنده قيمة .. كذلك من خلال الاستماع للانصرافي ح نلقى إنو الزول ده في كلمات او اسماء سودانية ما قاعد ينطقها بصورة صحيحة و ده دليل على انو الإنصرافي تربيته و نشأته كانت خارج السودان و مرجح انو يكون شهادة عربية ما شهادة امريكية .. الإسلوب و اللهجة ما بتاعت زول اتربى في امريكا او اروبا .. دي اسلوب و لهجة تربية الخليج .. شفاتة جدة و الرياض و الدوحة .

ثقافة و معلومات الإنصرافي بتنطبق على الجيل الذهبي و الجيل الذهبي ده هو الجيل الاتولد في الفترة من ١٩٧٨ لحدي ١٩٨٣ .. و ممكن تحديدا اقول ليكم صرفة ده مواليد ١٩٨٠ .. و من خلال شخصيته و الأنا المتكررة و لغة السخرية بتاعته ممكن اقول ليكم مواليد شهر تسعة برج العذراء تحديدا” .. و الجيل الذهبي ده عايز بوست منفصل لانو اولاد الجيل ده هم الحاليا” متصدرين المشهد السياسي و العسكري و الامني .. هم اغلبية النشطاء المثيرين للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي .. هم ناس ذو النون و هباني و ابو رهف و الحوري و هشام و محمد جعفر و حتى حميدتي زاتو .

فكرة و اسلوب شخصية الإنصرافي من المحتمل إنو تكون فكرة إستخباراتية .. ممكن البداية تكون خاصة بي صرفة شخصيا” لكن لاحقا” اكتشفه ضابط استخبارات و ساعده في تشكيل و تطوير الفكرة .. ده وارد جدا” لانو البيعمل فيهو الإنصرافي ده ما شغل زول او مجموعة اصحاب .. ده شغل تيم استخبارات شاطر .. و ده ما بينفي إنو صرفة شخصية موهوبة و ذكية جدا” جدا” .
اكتر حاجة نجح فيها الانصرافي هي مقدرته على تقمص شخصية رجل الشارع السوداني العادي البيقعد قدام التلفزيون يتف في شاشته الظهر فيها سياسي قذر و يسب و يلعن قائد الجيش بي حب .. شخصية الإنصرافي بنلقاها في كل حي و مدينة و جنبة قهوة و في كل مصطبة بيت ناصية .. شخصية الزول البيحلل بي سخرية و جدية و اولاد الحلة بيلتفو حوله كلهم .. فيهم البحبوهو و فيهم البكرهوهو لكن ما بيقدروا ينتقدوهو خوفا من لسانه الطويل و طعميته الحارة .

الانصرافي في الحقيقة هو الرجل السوداني الحقيقي بكل تفاصيله عشان كده اغلبية الناس بيشوفو الانصرافي جواهم .. في ناس متخوفة من انو الانصرافي يكون عنده اجندة داسيها و شغال عليها و ديل بنقول ليهم بعد معركة الكرامة الشعب السوداني اتغير تماما و مافي زول تاني بيسوقهم بالخلاء اطلاقا” .. و في ناس عايزة تموت و تعرف حقيقة الانصرافي و ديل بنقول ليهم ما تسعوا لمعرفة حقيقة شخصية الانصرافي لانو الانصرافي اذا اتعرفت حقيقته ح تموت و تندفن شخصيته فبالله عليكم خلونا مستمتعين بالشخصية دي .

رسالتي لي الانصرافي بقول ليهو لو سمحت ارفع الحظر عني لانو مافي سبب بخليك تحظرني ياخ .
نزار العقيلي