رأي ومقالات

سعادة الفريق كباشي .. الحل في عودة المنسقيات؟!


تعليقا على حديث الفريق أول كباشي عن محاذير التسليح الشعبي تحت مظلة المقاومة الشعبية، أقول هو ما رددناه كثيرا، ولكن أكدنا أن قطع الطريق عليه يتم باعادة منسقيات الإحتياطي الشعبي أو أجسام مشابهة لها، وليس (إستنفار) بغرض امتصاص الرأي العام أو (إدارة الغضب) كما قال مالك عقار، وقلنا تحديات ما بعد الحرب تفرض عودة الشرطة الشعبية.
والواقع بعد تحرير أمدرمان، يؤكد أكثر من ذلك .. جثث وسرقات وربما خلافات أهلية حول مسروقات.

استغرب لحديث الفريق كباشي أن تصدر الدولة قانون للمقاومة الشعبية، فالمقاومة فعل شعبي يحدث بسبب وجود احتلال وغياب جيش الدولة وهو ما حدث ولا ندفن رؤوسنا في الرمال، لقد تفجرت المقاومة بسبب انسحاب الفرقة في مدني تاركة الجزيرة نهبا للمليشيا، وقبلها كان هنالك نقد كثيف للوالي السابق (الذي رفض التكبير وساند القحاتة) وهنالك نقد لقائد الفرقة ونقاش مستمر عن عدم تسليح المستنفرين.

ولا أحد يعلم الحقيقة كاملة حتى الآن، ولجنة التحقيق لم تتحدث والناس ينتظرونها.
تلك كانت دوافع تفجر المقاومة، فالحل هو معالجة الدوافع، حتى لا تكون هنالك مقاومة أصلا، وليس الحديث عن أخطار نتائج المقاومة.

المقاومة يعني وجود احتلال وعدم وجود جيش، والآن يوجد جيش والمطلوب هو التمدد بقوات الإحتياط، بل يمكن اختراق أماكن احتلال المليشيا بقوات الإحتياطي الشعبي، والتشكيلات الأخرى.

أكرر، لا يستساغ وجود قانون لأمر خارج نفوذ الدولة، والمقاومة فعل خارج نفوذ الدولة، لأنه لو كان داخل نفوذها سيكون إحتياطي شعبي أو دفاع شعبي وليس مقاومة شعبية.
لا يقبل البتة من صاحب الأفق الواسع، والمتفوق على أقرانه الفريق كباشي أن يتحدث عن (قانون مقاومة) فهو أمر لا يوجد إلا في الفيزياء، قانون أوم للمقاومة أو قانون فرق الجهد الكهربائي.

إذن الحل هو تعديل قانون الإحتياطي الشعبي وإعادة المنسقيات داخل مظلة الجيش كما كانت قبل أن يعول البشير على الدعم السريع، وهذا يتم بالتعاون مع الموجود والبناء عليه.
إن كان هنالك كوزوفوبيا وكوزومينيا عند بعض المستشارين والمفاوضين الملحقين بقيادات الدولة .. يوجد دكاترة نفسيين لعلاجهم.

إذا لم يحدث هذا فانتظروا (ثورة شعبية ذات توجه اسلامي) وهذا ما كتبناه في يوليو 2023 تحت عنوان .. (السودان بداية عهد جديد)!

مكي المغربي