رأي ومقالات

مواسم الرويبضة والهلافيت: من باريس إلى جنيف!

سلوك القوى السياسية، في إرتماء أفكارها للخارج، هو الذي يجعل بأن لا حل لهذه الأزمة إلا فهوات البنادق، ما الذي يجمع القوى السياسية (شخصيات من كل الأطراف : الحرية و التغيير / الكتلة الديمقراطية / الحركات المسلحة ) و بعض منظمات المجتمع المدني، في جنيف؟!
سوى أن هؤلاء الرويبضة، يعجلون من تدويل الأزمة السودانية، و يقطعون ما بيننا وبين أي سيادة وطنية على مصائرنا، و يفرضون تصورات وشروط خارجية على مسارات يمكن أن يشارك الناس في صنعها.

ما يقوم به هؤلاء الباعة في جنيف وقبلها في باريس ما هو إلا سذاجة ستجعل من هذه الحرب تستمر لعقود، إن كان هؤلاء البيض (الأوروبيين) حريصون على المسألة السودانية، كان يمكن أن يتضح للناس منذ اليوم الأول في الفترة الإنتقالية، عموما سلوك هؤلاء الساسة أشبه بالنخاسة، يريدون بيع رقابنا بثمن بخس.

لذلك لن يجد المواطن المغلوب على امره، قابض الجمر و المصاب بالفواجع سوى فوهات البنادق حلا لمصيره الذي يباع في سوح المؤتمرات من أجل اعتراف سياسي يقوم به رويبضة من الناس لا اخلاق لهم ولا ذمة، يجب أن يتعلم الذين اجتمعوا في جنيف وقبلها في باريس أنهم بذلك يكتبون تاريخ العار، وسنوفر لهم الرد المناسب، سواء من قال أنه مع الجيش أو مع أي موقف آخر.

فنحن لن نمنح مدعي الوقوف مع الجيش صكوك مفتوحة من أجل مناقشة سياسية خارجية لم يقدموا فعل محترم داخل السودان، و من ثم أن الوقوف مع الدولة و الجيش ليس بلقاء شخصيات عسكرية أو بالحج إلى ام درمان، وإنما هي مواقف سياسية من داخل الشروط السياسية و الخطاب السياسي و الممارسة السياسية.

ما معنى أن تقول بأنك تقف مع الجيش من أجل تمثيل في الحكومة أو بعض الملايين التي يجب أن تذهب لصالح العاملين بالدولة بدلا من بطونكم التي تربت على المال الفاسد، عموما كما قلت إن هذا الطريق طويل ولن يحصد غرسه الا الصادقين في مواقفهم.

حسان الناصر