رأي ومقالات

جانب آخر من هزيمة المليشيا: توجيه الراى العام

(1) فى 18 ابريل 2023م ، أى قبل عام ، نشرت مؤسسة الإتصال الرقمى معلومة مهمة ، وذكرت أن الدعم السريع أنشأ 900 حساب على تويتر ، فقط للتعليق على أى تغريدة ينشرها حميدتى ولإعادة نشر محتوى تغريداته ، تلك واحدة من وسائل وآليات توجيه الراى العام من خلال التضليل والتزييف ، وهو جانب واحد مما انفق عليه لبناء صورة ذهنية وخلق حالة من البلبلة والهلع والانتشار الكاذب ، شملت وكالات انباء وقنوات وفضائيات ومراكز دراسات ومؤسسات أكاديمية وصناعة نجوم وشراء ذمم ،فلم تكن المعركة صوت الدانات وقصف المدافع واهتزاز الأرض من ضرب النسور والمسيرات ، لقد كانت معركة التأثير على الراى العام بذات الشراسة وأشد فتكا ، لإنها تتخفى حول مظاهر عديدة واجندة كثيرة ، وبعد عام من كل ذلك ، حصدت المليشيا الهشيم ، ويأتيك من يقول : الإعلام غائب ، والاعلام العسكري بطيء ، إنها لا تقاتل الآليات والاكاذيب قصيرة المدى وانما الحقيقة وحدها باقية والزبد جفاء..

(2)
منذ العام 2013م ، بدات حملة منظمة للتفكيك الداخلى ، وتم تهيئة البيئة من خلال مناشط عديدة بالتدريب والتشكيلات والمهارات التقنية ، ومع ذلك لم تفلح فى تظاهرات 2017م ..
وفى العام 2018م تم تطوير الوسائل واعادة بناء المستهدفين والتركيز على شرائح عمرية صغيرة السن وشغوفة بالميديا الجديدة وبعيدة عن تتبع المؤسسات الرسمية ، وتم خلق بيئة لم تتجاوز 45 مجموعة حينها ، ولكنها تستقطب نحوا من 12 مليون مشترك ، ومع منصات تقوية خارجية وشبكات متعددة ، كانت الانطلاقة فى نوفمبر 2018م اشبه بأفلام الخيال..
ومع أن تويتر وفيسبوك حذفت فى العام 2020 م أكثر من 2000 حساب مزيف كانت تستهدف السودان وتساقطت مسميات كبيرة إلا أن بعض المنصات والشبكات ظلت فى حالة كمون حتى اشتعلت الحرب فى 15 ابريل 2023م ، وعادت لذات الوظيفة ، رواية الاكاذيب والترهات..
(3)

وهذه نقطة جوهرية فى جدل النقاشات ، لانها تعكس الارتباط الوثيق بين قوى الحرية والتغيير قحت وبين مليشيا الدعم السريع ، ومن يحركهما واحد ولديه كلمة السر…

ومع كثرة الإنكار ، فإن أكثر ما يفضحهم ، هو محتوى تلك المنصات ، والتى بدات بحرب الجنرالين والصراع العسكرى العسكرى وانتهت ب (دولة 56) أو محاربة (الفلول والكيزان) ، وآخر الذين تبنوا هذا المنطق هو دكتور عبدالله حمدوك رئيس تقدم ، ومن خلال لغة الجسد وطريقة طرح الفكرة ، فإن حمدوك يبدو وكانه غير مقتنع بما يقول أو أن ضميره يؤنبه.

وهنا تطابقت ادعاءات المليشيا مع الحاضنة السياسية بعد عام من المناورة والمغامرة..
وكلها دعاوى سقطت أمام ، قوة الواقع وثبات أهل الحق..
(4)
ومن اسباب الفاعلية الإعلام الوطنى ، أن كل المجتمع اصبح جزءا من المعركة ، حتى القوى المصنوعة من الذين قالوا يوما ما (أن قوة عسكرية ما ) أو القوى السياسية (قوة مسلحة تتدعي انها دعم سريع) ، فانها وإن لم تنتقد المليشيا فانها لا تستطيع مدحها..
واليوم ، وفى كل مداخلات وردود الافعال على تغريدات المليشيا وقادتها ونجومها ، فإن الانتقادات والسخرية والإستهزاء أكثر كثيرا وبنسبة عالية من المؤيدين (إن وجدوا) ..

وبالقدر نفسه ، زادت فاعلية وتاثير المؤيدين للشرعية الوطنية ممثلة فى رمزية الجيش..
وما ينبغي التحذير منه ، هو بقايا من عناصر (التهويل) و(التخذيل) و(بث التيئس) والتشكيك وهم على قلتهم يحدثون فرقعة وبالونات ضغط..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على