🔴 حمدوك & علي كرتي
نفس التاريخ القال ليك الحروب في السودان ما بتنتهي عسكريا الا باتفاق، برضو بقول لينا مافي حزب سياسي في السودان تم اقصاءه أو اقتلاعه من جذوره و منعه من ممارسة السياسة غادر المشهد و انزوى، إنما حاك الدسائس إلى أن أسقط النظام الذي أقصاه.
شفنا الكيزان والانصار في الستينات حلوا الحزب الشيوعي و منعوه من المشاركة في الانتخابات و مارسوا معاهو نفس خطاب الكراهية الذي يمارس ضد الكيزان منذ سقوط الإنقاذ . بعد اقل من سنتين الشيوعي عمل انقلاب مايو و استلم السلطة بمشاركة أحزاب اليسار ، يعني ما قدروا يقصوه من الساحة السياسية بل استغل الجيش و انقلب عليهم وجاب دكتاتورية مايو …
مايو كانت من اليسار ممثل في الشيوعي و البعث و القوميين العرب و الناصريين ، قاموا بإقصاء اليمين (الأنصار و الكيزان) ، و بثوا ضدهم نفس خطاب الكراهية الصادر اليوم ضد الكيزان، و كان يصفهم بالرجعية و التخلف، لم يكتفي بالاقصاء بل حاربهم وضربهم بالطيران في الجزيرة أبا في بداية السبعينات ..
اختلف اليسار فيما بينهم في انقلاب فاشل راح ضحيته عشرات القيادات العسكرية و المدنية في مجزرة بيت الضيافة
لم يستسلم اليمين فحاول الانقلاب على سلطة مايو عبر غزو الخرطوم من ليبيا . فقام نميري بالاتفاق معاهم و قاسمهم السلطة …
انقلب النميري على الكيزان فحبس قياداتهم و هدد بتصفيتهم حال عودته من امريكا . الكيزان حركوا الشارع مع بقية التنظيمات السياسية فأطاحوا بنميري و لم يعود للسودان الا بعد اكتر من عشرة سنوات …
الاحزاب اقصت الكيزان وتضامنت لاسقاط الترابي في دائرة الصحافة ، بعدها تحرك اليسار للانقلاب على السلطة لكن الكيزان سبقوهم بانقلاب الإنقاذ ، حاول اليسار الانقلاب على الكيزان بعد سنة واحدة ، لكن الانقلاب فشل و تم اعدامهم في ٢٨ رمضان .
اختلف الكيزان فيما بينهم وطني و شعبي ، فأشعلوا حرب دارفور مات فيها آلاف المواطنين .
تم إسقاط الكيزان و استلم اليسار السلطة بواسطة قحت ، لم يتعلموا شيئا و لم ينسوا شيئا ، فساسيونا كالبوربون، يكررون نفس الفشل ، تم اقصاء الكيزان و بث خطاب كراهية مبالغ فيه ، يشبه تمام خطاب الكيزان في الشيوعي في الستينات .
قحت حاربت الكيزان و أدخلت قياداته السجون و صادروا أمواله و فصلوا أعضاءه من الوظائف المختلفة .
الكيزان لم ينتظروا طويلا حتى يتم قطع رقابهم ، فاستخدموا الجيش و انقلبوا على قحت …
كذلك قحت لم تنتظر أن يتمكن الكيزان من السلطة، فجاءت بالاتفاق الاطاري و اتفقت مع حميدتي على حمايته، فالإتفاق الاطاري كان سينهي الكيزان إلى الأبد (لكن كما قلنا و تسآلنا مرارا هل نجح اي اقصاء في مواجهة اي حزب !) . الإجابة معروفة سلفا هي (لا) كبيرة …
لم ينتظر الكيزان الاتفاق الاطاري ليقص رقابهم ، فضغطوا على البرهان للتراجع عن الاتفاق ، ضغطت قحت على حميدتي ليفرض الاتفاق . و ضغط الكيزان على البرهان ليرفض .
البرهان و حميدتي كانا بمثابة الثقاب و الوقود ، فإشتعلت البلاد ، و الان تتدمر …
قحت و الدعم يلومون البرهان و الكيزان . الكيزان و البرهان يتهمون قحت و حميدتي . و المواطن يصرخ بينهم و من تحت ارجلهم …
قحت وقعت اتفاقا مع حميدتي لإيقاف الحرب ، لاحظ انها أو اتباعها كانوا يصفونه بأسوأ ما انتجه الكيزان ، و حميدتي و جنوده ينادون بقتل الكيزان و يبررون في هذه المرحلة بأن حربهم ضد الكيزان و يسألون عنهم في القرى و المدن لاغتيالهم و سحقهم …
الكيزان ينادون بسحق الدعامة و منع عودة قحت و وصفوهم بالعملاء .. (نفس الخطاب) .
قحت تقول: ان التاريخ يوضح لنا بأنه لم تنتهي اي حرب بإنتصار ساحق للجيش ، إنما انتهت كل الحروب في السودان باتفاق . و يجب ان يجلس البرهان و حميدتي لإنهاء هذا الصراع فورا ، واعادة السلطة إلى (المدنيين) ما عدا الكيزان (الذين اشعلوا الحرب و يديرونها، حسب ما يقولون) .
طالما جلست قحت و اتفقت مع حميدتي (أسوأ منتجات الكيزان) لإيقاف الحرب الدائرة الان ، لماذا لا تجلس قحت مع الكيزان ( الذين اشعلوا الحرب و يتحكمون في الجيش ويديرون هذه الحرب ، حسب ما يقولونه) .
لماذا لا تقول لنا قحت أن نفس التاريخ الذي لا يذكر حربا انتهت في السودان بإنتصار طرف على آخر ، نفس التاريخ يوضح لنا انه لم يتم اقصاء حزب سياسي من المشاركة السياسية الا وقد انقلب على السلطة أو أشعل البلاد .
التاريخ واحد و كلنا شهود عليه …
اذن بدلا عن فعاليات الميديا التي تنادي بتفويض الجيش، و الأخرى التي تنادي بإيقاف الحرب ، يفترض ان يتفق الجميع على جلوس كل القوى السياسية للاتفاق على كيفية إنهاء هذه الحرب .
البرهان و حميدتي ليس بإمكانهما إيقاف هذه الحرب لأنها حرب سياسية في المقام الأول و ما هؤلاء الا أدوات لها .
من بيدهم ايقافها هم فقط من يمثلون قحت و الحركة الإسلامية.
جلوس حمدوك و علي كرتي سيوقف هذه الحرب خلال ٢٤ساعة .
غير ذلك ستستمر حتى تنهار كل البلاد و نعض على بنان الندم …
ما جعلك تجلس مع حميدتي(أسوأ منتجات الكيزان) لإنهاء الحرب لا يمنعك من الجلوس مع على كرتي لذات الهدف ، بل مع الشيطان ذات نفسه إن كنت صادقا في رغبتك لإيقاف الحرب، إن كنت صادقا في مقالك و وسمك #لا_للحرب
سالم الأمين بشير