رأي ومقالات

رغم محنة الفقد : البرهان طوى الحزن وكتم الألم واتخذ قرارا مهما

قرار مهم تم إتخاذه امس ، وموقف مهم تم تأكيده امس ، مع اهميتهما ، فإن ظرف إقرارهما يشير كيف يتم إعداد رجال الجيش..

عاد الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة من تركيا ، بعد أن وارى ابنه وفلذة كبده تحت الثرى ، وذلك امتحان صعب ، وتدافعت وفود المعزين من كل فوج داخل البلاد وخارجها بعد وصوله البلاد ، وفى التالى كان البرهان فى مسرح العمليات ، مرفوع الهامة ، وقد طوى حزنه ، و أزاح ألمه ، و أنخرط فى مهامه ، وجدد تأكيده ، لا تفاوض و لا محادثات قبل دحر التمرد..

اما القرار ، فهو تعديل قانون جهاز المخابرات العامة ، ومع أن تسريبات كثيرة كانت تتحدث عن عودة الصلاحيات ، إلا أن ذلك لم يكن ممكنا دون إجتماع مجلسا السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء فهما جهة التشريع ، ولم يكن بمقدور البرهان إستصدار قرار منفرد..

وشملت إعادة الصلاحيات التى انتزعتها مجموعات الغوغاء والرعاع فى هيجانهم الطائش عام 2019م ..
قادة الجيش يتم تدريبهم وصقلهم على مقابلة الصدمات والمحن ومداراة لحظات الانكسار وتحويل الهزيمة إلى نصر ، وسرعة ترتيب الصفوف..

ففى الحرب ، فقد عزيز ، وفيها خسران معركة ، وفيها بطر النصر ، وما لم يتم تحصين القادة فإن الأمور تفلت ان ارتبكت القيادة فى اللحظة الفارقة ، ولابد من إكساب القادة القدرة على الثبات والتصويب على الهدف والتصميم على الغايات..

صحيح ، أختلف مع البرهان فى الكثير من المواقف ، ومن رأى أنه يتحمل الكثير مما نحن فيه حين أرخى (الحبل للثور فى مستودع الخزف) وحدث ما حدث ، لكن بعض مواقفه تستحق الثناء ، وهى جزء من تربية الجيش..
حفظ الله البلاد والعباد
نصر من الله وفتح قريب

د.ابراهيم الصديق على
9 ابريل 2024م