رأي ومقالات

يجب أن تكون هناك حكومة وطنية ليست مستقلة عن هيمنة قيادة الجيش وحسب، وإنما (..)

باختصار قيادة الجيش التي سمحت بوصول البلد إلى هذه المرحلة، مع التقدير الكامل لكل الجهود والتضحيات، لا تملك الكثير لتقدمه. العقلية التي فشلت في التصدي للمخاطر الوجودية التي تهدد الدولة، والتي ربما عجزت حتى عن استيعابها، لا يمكن أن تكون هي المنقذ من هذه المخاطر.

هناك سوء تقدير وأخطاء قاتلة كثيرة وقعت فيها قيادة الجيش؛ وفي أفضل الأحوال هي دليل على الضعف وعدم الكفاءة.

عليه، لا يمكن أن تستمر هذه القيادة في احتكار القرار والسلطة في البلد في هذه اللحظات الحرجة.

ولذلك، يجب أن تكون هناك حكومة وطنية ليست مستقلة عن هيمنة قيادة الجيش وحسب، وإنما تملك المقدرة اللازمة لتصحيح ومراجعة عمل المؤسسة العسكرية نفسها؛ ففي النهاية هؤلاء العساكر مع احترامنا للتخصص والمهنية ولكنهم ليسوا أفضل من يفهم في السياسة وفي الحرب وفي التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الخارجية. نحتاج إلى سلطة وبالذات سلطة من خارج مؤسسة الجيش تملك القدرة على دعم وإسناد الجيش نفسه من موقع المساءلة والتقويم ليقوم بمهامه بالشكل المطلوب.

طبعا لا يمكن أن ننتظر أن تقوم قيادة الجيش من تلقاء نفسها بتنفيذ هذا المطلب. يجب أن يتم الضغط على الجيش عبر المقاومة الشعبية المسلحة. المقاومة الشعبية يجب أن تكون هي الرافعة السياسية للحكومة ومنها تستمد شرعيتها، لا من البرهان.

مهمة الحكومة تتلخص في قيادة المرحلة وتعبئة الشعب وإمكانات الدولة لتحقيق الانتصار في هذه الحرب، والتي ليست مجرد حرب ضد المليشيا بقدر ما هي حرب وجود ضد عدوان خارجي يستهدف كيان الدولة وشعبها.

قيادة الجيش إذا كانت جادة في المعركة فيجب عليها أن تتجاوب مع هذا المطلب، وهو في النهاية مطلب لصالح الجيش طالما أن الهدف واحد في النهاية. ولكن قيادة الجيش قد تكون عاجزة عن إدراك هذه المصلحة. والجيش لن يقوم بتلبية هذا المطلب ما لم تكن هناك مطالبة جادة بذلك.

حليم عباس