رحلة لا تصل أبداً «1»
«1»
< المفاوضات الأخيرة في أديس أبابا لا تصل إلى شيء لأنها مصممة بحيث لا تصل إلى شيء.. ولأن أبطالها ليس في يدهم شيء..
<.. كل المفاوضات ما يقودها هو هذا.
< وقرنق حين يقفز للهروب من الشبكة هذه يقتل.
«2»
< وعلي عثمان يصاب بالصاعقة حين يسمع بمقتل قرنق.. وعلي عثمان يعرف في لحظة أنه قتل لاغتيال «نيفاشا الحقيقية».
< ونيفاشا الحقيقية شيء غير نيفاشا التي يعرفها الناس.
< نيفاشا الحقيقية كانت اتفاقاً سرياً شفوياً بين الرجلين. علي عثمان وقرنق.
<.. ونيفاشا الحقيقية تذهب إلى «جنوب ينسرح بالشمال.. دون إغراق للشمال» وتنازل علي عثمان عن مقعد نائب الرئيس كان هو التوقيع.
< وجهات أخرى كانت تسعى لإطلاق «الانسراح» هذا.. دخول الجنوب للشمال.. ثم إغراق الشمال.. في خطوة تعقبها خطوات.
< وبدخول قرنق إلى القصر وإلى برلمان أم درمان تنهتي مهمته.
< ويقتل.
«3»
< وعرمان الذي لا يريد أن يقتل «من هنا» والذي يعرف أنه لا يستطيع دخول القصر يريد أن يعود.. لكنه لا يستطيع!
< الشبكة أكبر من مقدرته على الإفلات.
«4»
.. والشبكة ما يرسم صورتها الهائلة هو الأسماء التي تقودها من هنا.
< والأحداث التي تصنعها من هناك.
< .. وبورونك.. وكاسيوس.. وناسيوس.. وهيلدا.. وكوكس وعشرون اسماً تشتهر في أحداث السودان ما يجمعها هو أنها تحمل عداء كاسحاً للسودان.
< وأنها متفرغة للعداء هذا.
< .. وبرونك ما يجعله أنموذجاً للآخرين هو أنه جزار «سربرنيتسا» الذي يقتل آلاف المسلمين في البوسنة.
< والأسماء هذه تصنع قرنق.
< وآخرون مثلهم يصنعون عرمان الآن والحلو والجبهة الثورية للمهمة ذاتها..
«5»
< ومثل المسرحيات العظيمة الأحداث تتقاطع في آثاره.
< والمجموعة هذه.. لاغتيال قرنق، تجعل قرنق يضع أمواله عند موسفيني.
< وقرنق لا يعلم أنه أول قتيل يدفع أتعاب اغتياله.
< وموسفيني يقتل قرنق.
< ومدهش أن عرمان الذي كان يدير أموال قرنق ــ هو من يودع أموال قرنق عند موسفيني.
< .. وعرمان الذي يودع أمواله الآن «176» مليون دولار عند جهة ما يخشى مثلها.
«6»
< والمجموعة التي تدير الأشخاص في مسرحية السودان تدير الأحداث.
< وأبرز الأحداث الأن هو «سد النهضة.. ومصر.. والسودان وحلايب.. و...و».
< وسد النهضة الآن يصبح بالنسبة لمصر هو المقابل لجونقلي أيام قرنق.
<.. والسادات في مذكراته يحدث عن مهندس إغريقي بشعر مهوش يظل يلح عليه أن يحفر جونقلي.
< وجهة تلح على إثيوبيا الآن لإقامة سد النهضة.
< والجهات التي تصنع جونقلي وتصنع سد النهضة عيونها على الخطة الممتدة لهدم مصر.. الحرب التي لا تنتهي.
«7»
< وقرنق حين نهزمه عسكرياً تجعله الجهات تلك يذهب إلى النوبة.. وجيش من هناك.
< وعرمان حين ينهزم الآن عسكرياً تجعله جهات يذهب إلى النيل الأزرق والنوبة.
<.. وعرمان حين ينهزم الآن يذهب إلى جيش غريب في الخرطوم.
< جيش من شبكات الدعارة.
< ونعجز عن الإشارة إلى الجيش هذا حتى لا يصبح الأمر «دعاية» كاملة للمشروع.
«8»
< والجهات التي تصنع كل هذا تذهب لصناعة دائرة كبرى تقوم بتقسيم المنطقة الإفريقية بكاملها.
< إفريقيا الغربية من هنا.
< وإفريقيا الشرقية من هناك.
< والنشاط الفرنسي الآن جزء من التقسيم هذا «ما بين ضرب فرنسا للمعارضة التشادية بالطيران».
< وحتى طحن المسلمين الآن في إفريقيا الوسطى.
< وإفريقيا الشرقية يذهب تقسيمها إلى إثيوبيا.
وسد النهضة جزء من الهياج.. وإريتريا والسودان.
< وصناعة منظمات في شرق السودان الآن جزء من الهياج هذا.
«9»
< يبقى أسلوب التجنيد اللذيذ لجيش عرمان الجديد.
< وبعض الأسلوب هو ــ محلات فخيمة تقدم خدمات فخيمة لبعض وجوه المجتمع ووجوه المال.
< وليلة ممتعة.
< .. ثم دعوة في اليوم التالي تقدم للشخصيات هذه من المحل ذاته.
< ثم عرض تلفزيوني هناك تشاهده الشخصيات التي كانت «تقيم الليل» أمس.
< بعدها الشخصيات الضخمة تصبح شيئاً يتلقى التعليمات.
< ولا يستطيع أن يعترض.
< وشيء يقود السودان لهدمه.
< والمفاوضات لن تصل إلى شيء.
[/SIZE][/JUSTIFY]آخر الليل - اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة