لله والوطن ..
علي المستوي الشخصي أقف بقوة مع الجيش وقيادته حتي تحرير آخر شبر حاولت المليشيا إختطافه لصالح مشروعها التدميري ، وفيما يتعلق بهذا الموقف لم تكن هناك أي حسابات من أي نوع تنتظر موقفا جماعياً أو توجيها ، لأنه الموقف الصحيح الذي وقفه الملايين من أبناء الشعب السوداني بفطرتهم السليمة التي أدركت أن هذه المعركة هي معركة فاصلة بين وجودنا وعدمه كسودانيين ، وأن إنتصار المليشيا سيعني نهاية الدولة وإنهيارها ..
( بعد هذه الرمية ) أود القول إن ما انتهينا إليه من حرب شاملة يستدعي منا وقفة صادقة وأمينة تتخلص من إخفاقات الماضي وتتطلع إلي المستقبل ، وأولي الخطوات المهمة في ذلك هي ألا نسمح للمواقف العابرة أن تكون هي الأساس في إتخاذ القرارات الكبيرة ( كما كنا دوما ) نحتاج أن نبني مؤسسات قوية محايدة ومستقلة ( المحكمة الدستورية ، الخدمة المدنية ، النيابة العامة ، هيئة شؤون الأحزاب ، البرلمان ، وغيرها ) علي أن تتولي هذه المؤسسات القطع بشأن من يحق له أن يفعل هذا أو يمتنع عن فعل ذلك ، لأن طريق المؤسسية هو الذي يعبد الطريق نحو الإستقرار ، ويتجاوز بنا إرث الماضي بكل إجتهاداته الخاطئة ..
ومع عظيم تقديرنا للجيش وقيادته أري أن هذا الأمر سابق لأوانه الآن ، وهو بحاجة لرؤية كلية تنظر في أمر التحول بصورة واسعة ، وذلك النظر لا يجب أن يستبعد منه بقرار سياسي أحد ، وإنما الأجهزة المختصة والمعنية بعد التحري والتحقيق والمحاكمة هي التي تحدد معايير المشاركة من عدمه ، أقول قولي لا أبتغي منه إلا الإصلاح ما استطعت ..
د. ياسر يوسف
