ردة الفعل

كانت لتصريحات البرهان الأخيرة ردة فعل كبيرة في الشارع، إذ فتحت عليه بابًا كبيرًا من التساؤلات، وربما هناك من كان عاطفيًا لأبعد الحدود، وتجاوز الخطوط الحمراء مع الرجل كقائد للجيش متهمًا إياه ببيع شهداء معركة الكرامة مقابل كرسي الحكم. والصوت العقلاني كان حاضرًا بقوة إذ عقد أحدهم مقارنة بينه والفريق عبود، كلاهما حكم ست سنوات، عبود أقام مشاريع تنموية عملاقة مازالت (تهز وترز)، وانجازات البرهان متروك تقيمها للشارع. وفي تقديرنا بعملية حسابية بسيطة لم يجنِ الرجل من تصريحه عنب اليمن ولا بلح الشام، بل كسب (قرع ود العباس). لقد تصدت أقلام كثيرة في الساحة دفاعًا عن الإسلاميين، وتقزم لم تلتفت لمغازلته من بعيد أو قريب، بل واصلت في خط سيرها الموازي له، والقوى السياسية الأخرى المتواجدة في الرصيف تراقب عن كثب ما تسفر عنه الأيام، ولها مليون رأي في الذي جرى. وخلاصة الأمر نؤكد بأن (براقش البرهان) قد جنت على نفسها بهذا التصريح، وبعد نقضه لغزله بنفسه، تناقصت شعبيته كقائد للجيش والشعب السوداني بصورة كبيرة، وأخشى ما أخشاه إن لم يتدارك الأمر قبل فوات الأوان سوف ينفض سامر الحي من حوله.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٢/١١