رأي ومقالات

يا محمد أحمد همتك، صوتك أمانة في ذمتك، ما تخلي جنجويد قمتك

عن دعوة تقدم للتعاون مع الإحتلال الجنجويدي:
“يا محمد أحمد همتك، صوتك أمانة في ذمتك، ما تخلي جنجويد قمتك”
عندما اجتاح الجنجويد الجزيرة دعت قحت/تقدم/صمود المواطنين الذين أستبيحوا أن يتعاونوا معهم وتشكيل إدارات مشتركة مع من استباح عرضهم ودمهم ومالهم. وكان دعاة التعاون هم نفسهم الذين رددوا في الماضي أهازيج “لا تصالح” والطلقة ما بتكتل، بيكتل سكات الزول.”
بعد عام يعلق شاب علي تلك الدعوة التي صدرت من تقدم. أنا هنا أعرض وجهتي النظر حول الموضوع وأترك للقارئ حرية الإتفاق مع دعوة تقدم أو أن يميل إلي ما ري الشاب محمد أحمد.
نذكر الشباب بفترة ديمقراطية منتصف الثمانينات التي كان فيها “محمد أحمد” مصطلح رمز للسوداني الأغبش، العفيف الشجاع. وكان شعار اليسار الإنتخابي حينئذ “يا محمد أحمد همتك، صوتك أمانة في ذمتك، ما تخلي سادن قمتك”.
معتصم أقرع

كتب محمد أحمد عبد السلام:
“أنّكم لن تعرفوا.. كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء”!
الحقيقة أبرع دعاية أصدرها القحاتة خلال الحرب ما اسموه ب”نموذج الهلالية”. أرادوا من ورائه قول: استسلموا للغزاة، تعايشوا مع الجنجويد ولو ضربوا ظهوركم وأخذوا نساءكم وأموالكم، لا معنى من المقاومة ولا طاقة لكم بحمْيدتي وجنوده؛ ولا سبيل أمامكم سوى التصالح مع العدوان أيها الضعفاء!

وفي نهايةِ المطاف يستردُّ الأهالي الغبش شرفهم الغالي، وتعود إليهم قُراهم القرية تلو القرية؛ بل وتمدُّ أيديهم -وقد باتت أيادٍ ذات بأسٍ شديد- لتحرير المُدن والبلدات المُجاورة.
ولأنّ “السَيفُ أصدقُ أنباءً مِنَ الكُتُبِ” كان من الصعب أنْ نقول للقحاتي -عديم المروءة والرجولة والشرف المُستخف بأسمى المعاني والقيم- وقتئذٍ: أنّ “منطق المقاومة” ينطلقُ في الأساس من حقيقة أنّك تُقدِّم في حدود ما عندك من موقع (ضعف).. وأنّ القوة لا تعلو على الحقِّ، وأنّ الحقَّ لا محالة مُنتصر بما وعد الله، وأنّ استمرار المقاومة رغم البطش الدموي والارهاب في حدِ ذاته انتصار.

معتصم اقرع
معتصم اقرع

بقلم
معتصم اقرع