حمدوك هو أحد شخصيات فيلم الحضيض السوداني وأبطال حكايته

بعد يومين فقط من الإنشقاق ، ظهر أحد شطريْ تحالف تقدم في المؤتمر الذي دعت إليه الإمارات في أثيوبيا. التحالف الذي إنشق و لم يلملم أطرافه بعد، و ما زالت كثير من الشخصيات و اللافتات التي أعلن التحالف إنضمامها له ، تطعن في مصداقيته و تعلن أنها عثرت على اسمائها في قوائمه دون تفويض أو استشارة. طبعاً لا يملك تقدم فرع حمدوك شجاعة الرد على المعترضين ، فليس من أجلهم أقيم التحالف و ليس من الضروري أن يمثلهم.
هل إنشقت تقدم بذات الرئاسة و الهيئة القيادية ؟ هل استشار حمدوك تحالفه الجديد عن رؤيته حول العلاقة مع الإمارات أم ذهب معه “القطيع” دون إعتراض ؟ و من موّل التنظيم الذي يبلغ عمره يومان ، أم هي من خزائن التنظيم الأم الذي تم حلّه تماماً و تبعاً لذلك يفترض إعلان عهدته المالية و “إزالتها” أمام الشعب ، و ليس وراثته و تقسيم أمواله كالغنائم.
حمدوك يدير التنظيم كما كان يدير الدولة أبان رئاسته للوزراء. تأتي الرواتب من منظمات دولية ليس لها غرض “سوى فعل الخير” و تدير له هذه الجهات مهامه و أولوياته ، و ليس أمام الأتباع طالبي الديمقراطية و الحرية سوي الطاعة و الانصياع قولاً أو فعلاً بالعبارة المشهورة : شكرا حمدوك! و لا تبذل الإمارات أي جهد لإخفاء صلاته معها و دورانه في فلكها فهو يقيم في أرض الإمارات و يحضر مؤتمراتها متجاهلاً لكل التقارير الدولية و الحقوقية بأنها تمول الحرب؛ تسلح المليشيات و تسفك دماء السودانيين. و أخيراً لا يبدو الرجل مبالياً بالوعود و التعهدات التي تُبذل أمامه. فلا التعهدات الدولية على عهد رئاسته للحكومة السودانية تم الإيفاء بها . لا مائة مليون يورو من مؤتمر باريس و مثلها مائتا مليون دولار تعهدت بها الإمارات في هذا المؤتمر ـ و خمسة عشر مليون من أثيوبيا – رقصاً على رؤوس الضحايا الذين لا يطالب بحقوقهم أحد، فحمدوك – و هو الرجل الأكثر عجزاً حتى من أصنام مشركي مكة ـ لا يسأل عن التفاصيل و لا يملك إنتباه يكفي لسؤال المتبرعين : أين و كيف و ماذا حدث للمبالغ السابقة.
حمدوك هو أحد شخصيات فيلم الحضيض السوداني وأبطال حكايته. و ظهوره بالطريقة التي أتى بها كان إيذاناً ببدء مخطط تفكيك السودان. و إختفاء الرجل و إنزواؤه عن المشهد العام يبشر بعودة الوعي العام و يقظة الشباب السوداني بعد غفوة كادت أن تمكّن الشيطان الإماراتي من السيطرة على البلاد عبر تلبس جسد حمدوك و لبس وجهه كقناع.
عمار عباس