شهدنا الانهيار التسلسلي المريع للمليشيا بمناطقِ وسط السودان بعد أنْ تحرّر جبل موية

تُذكّرنا “الخوي” بجبل موية.. بقعةٌ مُمهدة لانطلاق فتوحات قادمة؛ فمنها تتحرر مناطق غرب وجنوب كردفان، وصولًا للهدف الذهبي بكسرِ الحصار عن الفاشر. تمامًا يوم شهدنا الانهيار التسلسلي المريع للمليشيا بمناطقِ وسط السودان بعد أنْ تحرّر جبل موية.
لتترآءى إلى أذهاننا الصورة التي أخبرت عنها المرويات الدينية عن مشاهدِ آخر الزمان -والجنجويد يختبئون من الذعرِ كالطرائد الهلوعة التي يتعقّبها الصياد خلف الأشجار وبين الكثبان الرملية- “حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يَهُوديٌّ ورائي فتعال فاقتله”!
ويكون النداء لَحْظتئِذٍ: هذا جنجويديٌّ ورائي فتعال فاقتله!
وبذا تطوى صفحات (النازية الأمكعوكية).. عسى ولعلّ أنْ نلحق بما فاتنا والدولة الكسيحة تسعى لاخماد تمرّدٍ جنوني في الدقائق ما قبل الأخيرة، بينما دُكّ الورق من جديد.. والأمم من حولنا تحدق في أوراقها وتنظر لما نالها من حظوظٍ أو مساوئ. والأمل من الله ألا نكون قد حصلنا على ورقنا بالفعل، وأنّ حظّنا من الورق ما نالهُ شعبنا من الحرب!
محمد أحمد عبد السلام