عن الحاكم الكعب والحاكم الكويس

في 2011 وضمن فعاليات افتتاح طريق اللفة (كسلا – إريتريا)، حضر الرئيس أسياسي أفورقي لافتتاح الطريق تزامنا مع حضور أمير قطر والرئيس السابق عمر البشير ..
كنت ضمن جلسة في احدى الاستراحات الحكومية بالمدينة، وقد جمعت الجلسة الرئيس أفورقي وعدد من الإعلاميين ، وكان الرئيس البشير في طريقه لنفس المكان، ومن باب كسر الحاجز قال أحد المسؤولين بالولاية للرئيس أفورقي :
الرئيس البشير رجل طيب وعفوي وعاطفي جدا ، قال المسؤول تلك الكلمات وهو يقصد الثناء على الرئيس البشير ، لكن الرئيس أفورقي رد عليه :
هذه ليست صفات الحكام والرؤساء، فالحاكم ليس مسؤولاً عن نفسه ليتعامل بالطيبة ، فالطيبة والعاطفة في الحكم ليست صفة جيدة ، وكلام من هذه الشاكلة ..
صمت المسؤول ولم يرد بعد أن علم أنه (طبزها) ..
تذكرت في تلك الجلسة (طيبة) المرحوم المشير سوار الذهب، والتي أعلت من رصيده الشخصي كرجل أمين وصادق و (كويس)، لكنه كحاكم وقائد أعلى للقوات المسلحة، كان قراره بتسليم السلطة للأحزاب من أبرز علامات سوء التقدير في تاريخ السودان، ذلك التسليم الذي أعاد البلاد لدوامة الفشل السياسي الذي أفضى ل ثورة/إنقلاب الإنقاذ الوطني ..
ولو كان الرئيس أسياس أفورقي طيبا لما حكم بلاده منذ العام 1993، فارضاً فيها انضباطاً إستثنائياً ، ونظاما قابضا بيد من حديد، وأفورقي (الكعب) اللا ديمقراطي هذا، رجل نزيه وشريف اليد وحر الرأي ومستقل القرار ، وصاحب إرث نضالي كبير، لكنه لا يتسامح مع من يعارضه أو يختلف معه مهما كان تاريخه أو بذله أو علاقة الرئيس به ..
وقياسا على الأثر المشهور عن الفاجر القوي والتقي الضعيف ، فإن الحاكم القوي الشمولي ، خير من الحاكم الضعيف الديمقراطي، لأن التاريخ لا يمجد الضعفاء ، بل يخلد آثار الأقوياء، فالمشير الراحل جعفر نميري تقف آثار حكمه خالدة ، تتقازم أمامها سيرة أفعال جهاز أمن الدولة في عهده، وإن أردت مثالاً عن شر الضعفاء فهو بلا منازع #عجل_السامري الذي قال للناس يوماً :
#سنعبر_وننتصر ..

يوسف عمارة أبوسن






