نداء الغافلين: اعيدوا برمجة انفسكم

أتعبني أحد المعارف بكثرة تذمره من المؤذنين كلما اقاموا الصلاة ، اليوم قدمتم دقيقتين وبدرتم ثلاث دقائق ، قلت له بعد أن شكى لي المؤذن ذلك اليوم : قلت له قد – يصح قولك أنه اقامها بعد الآذان ب 18 دقيقة بدلاً عن 20 دقيقة ، ولكن ، أظنك بحاجة لإعادة برمجة لتوقيتاتك ، فأجابني بإنزعاج كيف ؟ قلت له انت تأخرت 18 دقيقة بعد الآذان ، صمت الرجل قليلاً ودخل في سلسلة نقاش لم يحفزني للإستمرار فيه بعد أن تاكدت أن رسالتي وصلت ، وهي حقيقة اذكر بها نفسي كلما اتأخر عن إقامة صلاة الجماعة ، فنحن ننسى انفسنا ونلقي اللوم على الآخرين ، حولنا العبادة إلى (سلسلة) من الاجراءات ، والكثير من الجدل ، وحين أعدت التفكير في الأمر وجدت بعض المصلين في حالة تأخير دائم وإحتجاج دائم.. وهذا تقصير كبير ومخالف لسيرة السلف الذين كان بعضهم يقول (انما الآذان لتذكير الغافلين) ، أما أهل الصلاح فأنهم في حالة مراقبة دائمة..

ففي سير أعلام النبلاء عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال : ” ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد ) و عن ربيعة بن يزيد رحمه الله قال : ” ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد ، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا )..

وفي اغلب القرى والريف يتعجل الجميع إلى المصلى قبل وقت الاذان وخاصة عند الفجر والظهيرة..

لنجعل في دواخلنا انتباهة للصلاة ، فهى سكينة ورواح..
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال..
ابراهيم الصديق علي
6 يوليو 2025م..

Exit mobile version