18 أغسطس 1955م تمرد ومذابح توريت …
تبقت أيام على الذكرى السنوية لتمرد توريت المشهور في جنوب السودان وهو التمرد الذي رافقته مذابح شنيعة قتل فيها ما يقدر ب 300 مدني شمالي من الموظفين والتجار والنساء والأطفال وأعداد أخرى مجهولة في القرى داخل الغابات وذلك وفقا لتقرير لجنة التحقيق في حوادث الجنوب.
والمؤلم أن عمليات القتل مورست من قبل المجاميع الجنوبية المدنية المهتاجة بدون رحمة.
سنحاول من اليوم إن شاء الله تعالى أن نوثق في حلقات خلفيات تلك الحوادث وأنها لم تكن وليدة اللحظة يوم 18 أغسطس 1955م وإنما نتيجة حتمية لتربة مهدت وغراس غرست وهويتين وعقيدتين عسكريتين صنعتا على مهل ثم أدمجتا دون تمهيد ولا مقدمات.
أما هنا في الشمال فإنه لا تلك الحوادث ولا خلفياتها قد أدرجت ضمن المقررات الدراسية ولا حتى ضمن أحاديث وتحليلات أجهزة الإعلام وتناقلتها إحاديث مجتمعات الشماليين على مر العقود.
من ناحية السردية التاريخية في دولة جنوب السودان فهم يعتبرونها إنطلاقة ثورة التحرير وهي التي غذت وألهمت كل ما أتى بعدها من حوادث نطلق عليها تمردات ويطلقون عليها ثورات.
نبذل هذا الجهد في محاولة متواضعة لتفنيد الأسطوانة الممجوجة والتي مفادها إتهام الجيش السوداني بأنه ظل في حالة قتال مستمر ضد شعبه من سنة 1955م وهو مدخل ماكر وخبيث بهدف إضفاء مشروعية لكل حركات التمرد ورفع السلاح وإفقار الدولة والشعب بمزاعم التهميش.
#كمال_حامد 👓
