الحاجة للعودة لقراءة التاريخ ..
في ظل قومية ومواطنة شمالية في طور التبلور …
حقيقة كلما توغل المرء في دراسة تاريخ حركات التظلم والاحتجاج المسلح من 1955م حتى 2023م مقرونا مع دراسة السير الذاتية لقياداتها العسكرية والسياسية يشعر بالحزن والأسى المتصاعد نحو الغبن والقهر لهذا الإدمان اللامتناهي للجحود والنكران والاستهداف ومراكمة الكراهية عبر الحقب ضد الشماليين.
يكاد لا يوجد قيادي أو رمز في حركات التظلم والاحتجاج المسلح التي كبلت السودان وأقعدته ثم دمرته في حرب 2023م إلا وقد منحته دولة 56 حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة ، جامعة الخرطوم ، خدمة مدنية ، كلية حربية ، بعثات خارجية ودراسات عليا ودورات تدريبية ، وبعدها ينحازون لمعسكر العداوة والبغضاء ويبدأون في المشاركة في سيمفونية التهميش ودولة الأبارتهايد والنخبة والأسلمة القهرية وإعادة هيكلة الدولة السودانية والعودة لمنصة التأسيس.
وخلال الحقب وبينما كانت الأطراف تبلور أدبياتها وثقافاتها الخاصة المتمحورة حول كراهية الشماليين والجلابة كان الشمال والشماليين مأسورين نفسيا وثقافيا بأغلال منقو … قل لا عاش من يفصلنا … وياي بليدنا وكولونا إكوان ….
يحزن المرء وهو يقرأ مذكرات جوزيف لاقو ويستغرب ماذا كان جدوى عقد إتفاق سلام معه في 1972م وهو يحمل في داخله كل تلك القناعات والعقيدة الوطنية المخالفة الإتجاه والتوجه تماما.
لماذا تأخرنا كل ذلك الوقت وبذلنا كل تلك الأموال والدماء والضحايا ؟
#كمال_حامد 👓
