رأي ومقالات

اتفقنا او اختلفنا مع الكيزان الا أن ثورة التعليم كانت من أعظم إنجازات الإنقاذ

اتفقنا او اختلفنا مع الكيزان الا أن ثورة التعليم كانت من أعظم إنجازات الإنقاذ بعد تحرير الاقتصاد و توسيع مظلة الحكم المحلي و تقصير الظل الإداري …
( لا يجرمنكم شنئآن قوم على الا تعدلو ، إعدلوا هو أقرب للتقوي ) …
لولا ثورة التعليم لما عرف الكثيرين دروب التعليم العالي ، و هم الآن منارات في مؤسسات تعليم دولية .
اعرف أطباء و مهندسين تخرجوا في فترة ثورة التعليم و هم الآن رواد في مؤسسات أمريكية و غربية .
و بصورة شخصية اعرف خريجين من جامعتي سنار و النيل الأزرق ، نالوا درجات علمية رفيعة و هم الآن يقودون فرق بحثية في الصين و أوربا، أكرر يقودونها فعلا و ليسوا ضمن هذه الفرق و المجموعات .
ناهيك عن أساتذة الجامعات و الأطباء و المهندسين و الممرضين و الاداريين المنتشرين في المؤسسات و الشركات على امتداد الخليج العربي و آسيا و أوروبا و أمريكا، معظمهم خريجي الدمازين و كسلا و شندي و الدويم و نيالا و الدلنج و غيرها من الجامعات المختلفة .
لا أدري ما هي البيانات و المعلومات التي استند عليها المحبوب عبدالسلام و ما هو المقياس الذي اخضع له آراءه بذم انتشار التعليم في السودان ليقرر فشل تجربة ثورة التعليم . فإقرار نجاح اي تجربة يجب أن يخضع لمعايير دقيقة اهمها نتائج العملية التعليمية.
إن كان المعيار هو الجامعات الأوربية و الأمريكية فعلا الشقة واسعة ، لكن لو كان المعيار هو دول العالم الثالث و دول الجوار فنحن افضل من عشرات الدول من حولنا في جوارنا الافريقي و العربي بفضل التوسع في التعليم ….
نعم معظم الجامعات لم تكن بمعايير عالمية لكنها كانت تتطور عاما بعد آخر ، و خريجوها ينافسون في المؤسسات الإقليمية و الدولية، و الطلاب يفدون بكميات كبيرة من دول الجوار للدراسة في السودان ، في نفس الجامعات التي يقول عنها المحبوب بأنها سطحت التعليم .
جامعات ثورة التعليم وسعت مظلة المعرفة و بثت الأمل في نفوس اهل الهامش في منافسة الآخرين و ارتياد العالمية ، و هذا ما كان متاحا عندما كان عدد من المقاعد لا يتجاوز ال٥ آلاف مقعد و صلت اليوم بفضل هذه الثورة إلى ما يقارب ال ٥٠٠ الف مقعد جامعي . لدينا شباب ما كانت تسمح لهم الظروف ولا جودة التعليم العام في الدراسة في جامعات المركز التي اصبحت لمن يملك المال ، هؤلاء تخرجوا من سنار و الدمازين و هم الآن باحثين في مؤسسات بحثية صينية و عالمية و أساتذة في جامعات دولية (نحمد لثورة التعليم ان جعلت ذلك ممكنا ).
لكي نؤسس للمستقبل دعونا نكون واقعيين في اطروحاتنا ودقيقين في احكامنا بدلا عن هذه الهلامية في إطلاق الاحكام ممن يطلق عليهم الناس بأنهم مفكرون ، من حقك ان تنتقد ما قام به الآخرون ، لكن عليك ان تطرح البديل و ما كان يجب أن يكون عليه الأمر في وقته .
الواقعية تحتم علينا أن نحاكم ثورة التعليم بمعطيات و ادوات الزمان و البيئة و الموارد المتوفرة وقتها ، وليس ما عليه العالم اليوم …
الزول دا كورته فكت ولا اصلا ما عنده كورة و الكيزان كانو عاملين ليه هالة مفكر بالدفرة.
سالم الامين
سالم الامين