رأي ومقالات

الذَّهبُ الَّذِى ذَهَبْ

الذهب الذى ذهب، عنوان مقالة طاعمة بقلم اللواء شرطة عمر على حسن- ذلك (الهلالابي) الأَفْوَهُ اللَّسِنُ-اِحتفاءً بفوز فريق الهلال بالكأس الذهبى للمرة الثانية والأخيرة فى العهد المايوى، وقد غَمَزَ فى المقالة من طرفٍ خفىٍّ الرئيس نميري (المريخابي) فاستشاط الرئيس غضباً وأصدر قراره غير المدروس بحل الأندية الرياضية واِنشاء ما عُرف بالرياضة الجماهيرية التى وُلِدَت ميتةً فألغاها نميرى تحت شعار الثورة (تُراجع ولا تَتَرَاجع) شعار اليساريين ومَن سار نهجهم. والمراكسة عموماً بارعون في نسج الشعارات البراقة مثل براعتهم فى الاِغتيالات المعنوية لرفاقهم أولخصومهم. وقد عدَّ عمر الحاج موسى أِعادة الهلال والمريخ من مناقب نميري في خطبته الأخيرة رحم الله الجميع.

الذهب أشتهرت به بلاد النوبة فى ممالكهم ولم يكن لديهم أدوات تنقيب حديثة ولا كانوا يشترونه من البورصات العالمية، بل كان الذهب على سطح الأرض، وما حكاية الطفلة آمنة بت بَابَكُر وَدْ أَبْ صُرَّة التي تعثرت قدمها بالتمثال الذهبي للملكة الكوشية امانتيرى، بزنة 144 أوقية أى 4480 جرام من الذهب الخالص عند سفح جبل البركل، عام 1949م، اِلَا دليل على وفرة المعدن النفيس فى بلادنا، عندما كان حميدتى بالكاد يعرف الفرق بين الحمار الرِيفاوِي والحمار المَكَّادِي، لكن تصاريف القدر جعلته يضع يده على ذهب السودان ليقتل به أهل السودان .

الذهب الذى ذهب لدويلة الشر خلسةً أو عنوةً جعل منها مركزاً لتجارة الذهب فى العالم، وللمفارقة فأهل الذهب من السودانيين أصبحوا يتلقون الضربات من المسيرات والمرتزقة التي تمولها الدويلة من عائد ذهب السودان للحرب على شعب السودان.

الذهب الذى ظل خارج ميزانية الدولة اِلا من فُتات عائد الصادر، وجد أخيراً طَرِيقَهُ الى منضدة رئيس الوزراء البروف كامل الطيب إدريس، رئيس لجنة الطوارئ الاقتصادية التي أصدرت قرارها القاضى بشراء الحكومة لكل الكميات المنتجة من الذهب، وهو القرار الذى وجد ترحيباً كبيراً فإن تأتى متأخراً خير من أن لا تأتي، ولكم أن تتخيلوا أن السودان أكبر منتج للذهب فى أفريقيا (تِحِتْ تِحِتْ) أو ثالث منتج للذهب فى أفريقيا رسمياً أي (بالمُفْتَشَرْ) لا تدخل خزينته، من أصل مليار دولار سنوياً إلا القليل القليل من العائد التى تُسَمَّىٰ بالعوائد الجليلة !!

الذهب الذي ذهب أتركوه تحت شعار الجَفَلَنْ خَلَّهِنْ كِدِىْ أَقْرَعَ الواقفات، فالقرار الصائب قد أُتُّخِذ وستكفي عائداته لاٍعادة اِعمار ما دمرته الدويلة من قيمة الذهب الذى ذهب اِليها ظلماً وعدواناً سرقةً وتهريباً، فاستخدمته ضدنا كمثل ما يقول الرعاة (صَرَّرُوها بى بَعَرَا ).

الذهب دخل عليهم وعلى أذنابهم من العملاء والمتمردين بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق، فلم يجدوا على يد جيشنا غير البل وقد أبلوا فيهم البلاء الحسن .

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة لشعبنا المقاتل.
-الخزى والعار لاعدائنا وللعملاء.
-والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء.

محجوب فضل بدري